: آخر تحديث
مخرج وثائقي Hollywoodgate يفند ادعاءات أسلمة طالبان

إبراهيم نشأت لـ"إيلاف": "حاولت صنع فيلم يعكس آلام الحرب"

48
40
37

إيلاف من الرياض: ينافس فيلم Hollywoodgate للمخرج إبراهيم نشأت، في مسابقة الأفلام الوثائقية بمهرجان الجونة السينمائي بدورته السادسة، وذلك في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

صُور العمل في معقل حركة طالبان، حيث نجح "نشأت" في الوصول إلى بطل قصته. تتبع بسببه أحد قادة حركة طالبان، ورصد تحوّلهم من ميليشيات إلى تنظيم عسكري، ونقل صورة حيّة غير مسبوقة لتفاصيل حركة طالبان، وما يحدث بداخلها.


فور انسحاب أميركا من "حربها الأبدية" في أفغانستان، والتي استمرت 20 عاماً، سيطرت طالبان على البلاد المنهارة، واقتحمت قاعدة عسكرية أميركية محملة بجزء كبير من الأسلحة التي تركتها القوات الأميركية خلفها، وتتجاوز قيمتها الكلية سبعة مليارات دولار. وفي الفيلم يقضي المخرج، بجرأة غير مسبوقة، عاماً داخل أفغانستان ويتابع الحركة المتطرفة عن قرب ويكشف حقيقة محاولات التحول من ميليشيا أصولية، إلى نظام عسكري مدجج بالأسلحة الأميركية المتروكة.

بدأ الفيلم جولته في المهرجانات السينمائية بعرض عالمي أول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ليستمر في انطلاقته بمهرجانات مثل تيلورايد السينمائي، وزيورخ السينمائي وفيه حاز جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم روائي أو وثائقي، ومهرجان أديليد السينمائي حيث فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي، بجانب جائزة خاصة كأفضل فيلم وثائقي في مهرجان فيرزيو حقوق الإنسان في بودابست. وفي مهرجان وودستوك، ترشّح لجائزة Leon Gast كأفضل فيلم وثائقي، ولجائزة الجمهور. وتم اختياره رسميًا في مهرجان Hot Springs للأفلام الوثائقية، وشارك أيضًا في أكثر من 10 مهرجانات سينمائية دولية أخرى. ويستعد الوثائقي لعرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمهرجان الجونة السينمائي المستمر حتى 21 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وهو من إنتاج طلال ديركي وأوديسا راي وشين بوريس.

في ما يلي نص حوار أجرته "إيلاف" حصرياً مع مخرج العمل:

ذلك هو العرض العربي العالمي الأول لفيلم Hollywood gate بعد مهرجان فينيسيا.. التجربة من البداية بها مخاطرة، كيف فكرت بها واستعديت لها؟
الإنسان يتطور في حياته الشخصية بشكل كبير ليكون مستعدا لاستغلال الفرص عندما تأتي، فأنا أؤمن بالفرص وليس الحظ، وعندما يحين موعد تلك الفرصة على الإنسان أن يكون مستعدا لها. 

عندما وصلت "طالبان" إلى السُلطة كل الخطوط التي رأيتها على مدار حياتي تجمعت لديّ، والمنتج طلال ديركي الذي قدم تجربة مشابهة، ساعدني وكان بجانبي من أول يوم، ووضع لدي آمال عالية لأنه عايشهم لمدة عامين، فجعل لديّ أمل بأن أسافر لأفغانستان وأعود ويكون لديّ مرجعية أعود إليها. نفسيا كان كل شيء يقول بأنني جاهز ومستعد لتلك التجربة.

ما مقدار الحرية التي كانت موجودة في أفغانستان؟
كان لديّ الحرية طالما كنت ملتزما بالتعليمات، بمعنى إذا سُمح لك بالتواجد في قفص ما فأنت حر بداخله فقط، وأنا لم أحاول الخروج من القفص. يوجد مشهد في الفيلم يُذكر فيه جملة "متوريش المصور اللي ورا الحتة دي" أنا لم أحاول رؤية ذلك بشكل شخصي، حتى لا أجعلهم يشكون بي.

كان هدفك الخروج بفيلم سليم؟
كان هدفي من البداية الخروج بفيلم، وما لا أستطيع رؤيته اليوم يمكن رؤيته غدا لأن الفيلم الوثائقي يستغرق عاما كاملا، فإذا كنت تسرعت  في بعض الأحيان لم أكن أستطيع تحقيق ما وصلت له بعد عام.

هل كان هناك تصور لديك عن نهاية الفيلم أم لم تكن واضحة بالنسبة لك؟
النهاية التي كانت لديّ وكتبتها بعد 5 أشهر من التصوير، هو أن "مختار" العسكري كان سيضع الشال كنوع من أنواع الاحتفال العسكري. الطائرات بالنسبة لي كانت شيئا مضحكا فهم أخبروني بأنهم أصلحوا الطائرات، وعندما طارت لم أستوعب أن كل ذلك تم إصلاحه، هم أنفسهم غير مستوعبين أنهم أصلحوا كل هذا العدد. الموضوع كان غريباً جداً وأبعد مما تخيلته. وتلك طبيعة حياة الأفلام الوثائقية التي تُدخلك في قلب الواقع وتجعله يرسم قصتك التي تتخطى خيالك ككاتب، فدائماً ما يفوز الواقع على أفكاري.

يوجد العديد من الوثائقيات عن الحروب، لكن فيلمك كان واضح به المجهود المختلف، ولم يظهر برؤية إخبارية أو تقريرية بل ظهر برؤية سينمائية، هل ذلك بفضل وجود طلال معك أم ماذا كانت مرجعيتك بالضبط؟
وجود طلال معي كان فارقاً جداً، لكنني طوال الوقت أحاول الإثبات لنفسي أنني أستطيع صناعة أفلام سينما لأنني أحبها منذ طفولتي، وامتهاني الصحافة كان لعدم قدرتي على العمل في السينما، وأشبه نفسي بأنني كنت كوعاء فارغ والصحافة كانت تملؤه.

إذا كنت فنياً شخص جيد وحياتك فارغة فلن تستطيع تقديم شيئاً، وما فعلته الصحافة ملأت وعاء شخصيتي الفارغ، وأصبحت أستطيع استغلال ما تعلمته في الصحافة لشكل سينمائي.

هل تستطيع "فلترة" آرائك السياسية حول الحروب سواء في أفغانستان أو العراق أو حروب أميركا؟
أنا ضد الحروب بشكل عام، وحاولت صنع فيلماً عن الحرب إذا شاهده أي شخص في أي منطقة في العالم يشعر بألم الحرب. لأن الحرب الإيديولوجية بالسلاح تصنع دمار نفسي لمن عايشوها، ما تجعلهم يعتنقون أفكار العنف، لأن السلاح لم يكن حلاً يوماً للقضاء على التطرف. وللأسف من يستخدمون السلاح للقضاء على التطرف جزء كبير من أفكارهم يحتوي على تطرف أيضاً.

الفيلم يدور حول فكرة أن السلاح ليس حلاً، والحرب تولد حرب أخرى. الحل الوحيد هو إيجاد حلول سليمة. ونحن كصناع أفلام هدفنا عرض أفلام يخبرهم بأن حلهم الذين اختاروه ليس ناجحا ونطالبهم باختيار حل آخر، ومطالبتهم بوقف القتل.

من خلال معايشتك فترة في أفغانستان.. هل تتوقع أن يكون هناك حل تنويري؟
أرى أن الغرب هم سبب كبير لما يحدث في أفغانستان اليوم. 42 عاماً من الاقتحام السوفيتي ثم تدخل بريطانيا وأمريكا، وهما سبب كبير في وصول "طالبان" لما هم عليه الآن.

الغرب لا بد أن يكون لديه حل آخر للأزمة التي خلقوها في البلد، وعليهم إيجاد حل سياسي مختلف، وأنا لا أعلم ما هو لأنني لست سياسيا، لكن لا بد أن يكون الحل في النهاية يُمكن النساء من الحصول على حريتها في أفغانستان وأن تعيش الناس عيشة كريمة، لأن الوضع في البلاد مزري للغاية ويتحول من أسوأ لأسوأ.

عن التحولات السياسية في الوطن العربي.. قبل 2010 كان هناك تعاطف كبير مع أفغانستان وبعض العرب تم تجنيدهم هناك، الآن هناك تحولات إيديولوجية هل ستعود مرة أخرى للتعاطف؟
التعاطف كان سببه دعم أمريكا للمجاهدين بنفسها. التطرف أصلا بدأ من اتجاه أمريكا التي كانت تروج للتطرف وتطالب الناس بالسفر والجهاد في أفغانستان، الحرب مع روسيا جعلت لدينا بعض الانشقاق في أفكار بعض الناس عربياً أمثال "داعش" وتلك الأفكار لم تكن موجودة لدينا من قبل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات