دار العجزة
في شارع كارلتون
بناية من ثلاث طوابق
طوبها أحمر
باب الدّار خشبي قرمزي
الباب سميك، النوافذ حديثة
منزلقة
زجاجها عاكس
الباحثون في العتمة عن الحقيقة
الرَّاقدون في موتهم
العابرون إلى مملكة الصَّمت
وحين يعتم لَيلكم
ماذا تَفعلون؟
هل لَفظ الحُبُّ أَنفاسه الأخيرة
قَبل مجيئكم إلى هذه الدَّار؟
أَم أنَّ العتمة خَطفته
ترى الذاكرة الضوء في العتمة
وحين تُخالِطها
تَبدأ صور الأَحِبَّة في التَّلاشي
النّور في الخارج
غَير الظلمة في الدّاخل
يَنفتح باب دار العجزة لِزائر
يَحمل باقة ورد لمكان
لا وَردَ فيه
لا حُبَّ فيه
لا شيء فيه
سوى أجساد
تقتات
من ذكريات تحمل معها بعض الدِّفئ
داخل حيطان دار العجزة الباردة
الباب الخشبي قرمزي مدخل الدّار
هو الفاصل بين الضَّوء والعَتمة
فماذا يَتَبَقّى من ضوئكم فيها؟
ماذا يَتبَقّى في هذه العتمة؟
غَير الظلال والحسرة
تقاوم الذاكرة النسيان
تَسترجع بعض الضوء
أو ما تَبقّى منه
لا شئ يعلو على الذّاكرة إلاّ الموت
هاهي
أجراس الكنيسة المحاذية للدّار
تَنقُر حيطان الدّار
تُفَتِّت ما تَبَقّى من هشاشة العظام
النَّخرة بِداخلها
تضرب حيطان الدّار فتكسرها
صمت دار العجزة
كمن أعيته وجرحته الغربة
دون أن تقضي عليه
الذاكرة سراج ظلمتهم
ووهجها الآتي
الذاكرة هنا تبصر ما تصدّع
من ماضيها
الخامسة والربع
وأحيانا بعدها بقليل
أجتاز دار العجزة في طريقي
إلى بار السنديانة