محمد بن عيسى الكنعان
الحركة المرورية بين المدن تكون كثيفة بشكل كبير، خلال الإجازات الدراسية وعطل نهاية الأسبوع، خصوصًا على الطرق السريعة بين المدن الرئيسة كالرياض والدمام (طريق الشرقية)، أو الرياض ومنطقة القصيم، وتكون الكثافة المرورية أكثر وملحوظة يومي بداية الإجازة ونهايتها؛ حتى يُخيل لك أنك تسير في أحد شوارع مدينة الرياض وليس خارجها. ولأنك لا تستطيع الحد من حركة الناس وتنقلاتهم بين المدن، أو توزيع حركتهم على مدار اليوم أي بنظام التفويج، فلا أقل من النظر إلى مقترحات أخرى، وبالذات من قبل وزارة الداخلية ممثلةً بالإدارة العامة للمرور والقوات الخاصة لأمن الطرق، وأيضًا من قبل وزارة النقل والخدمات اللوجستية، وأية جهة أخرى معنية بشكل مباشر.
من أبرز المقترحات بنظري التي سمعتها ممن يسافر برًا في الإجازات هو (تقنين حركة الشاحنات الكبيرة)، التي تشغل المسار الأيمن على الطرق السريعة بشكل كامل. فحركة الشاحنات سواءً لنقل البضائع، أو السيارات، أو الطاقة، أو غير ذلك هي حركة مستمرة لا تتوقف بحكم الأنشطة الاقتصادية والتجارية، لكن هذا لا يمنع من التحكم بهذه الحركة وتنظيمها فقط خلال الإجازات الدراسية؛ حيث تكون تنقلات المواطنين والمقيمين كثيرة على الطرق السريعة وعلى مدار الساعة فضلًا عن العابرين من دول الخليج أو إليها، وذلك بإيقاف محدود لحركة الشاحنات يومي بداية الإجازة (الخميس) ونهايتها (السبت)، أو تقييدها، على الأقل أن تكون حركتها في الساعات المتأخرة من الليل، أو خلال الساعات الصباحية المبكرة، لأن غالبية العائلات لا تسافر برًا في مثل هذه الأوقات. إنما تبدو مواعيد سفرها من بعد العاشرة صباحًا وحتى الثامنة ليلًا في الأجواء الباردة، ومن الساعة الثالثة ظهرًا وحتى العاشرة ليلًا في الأجواء الحارة. لذا فتقييد حركة الشاحنات الكبيرة بساعات محددة خلال يوم بداية الإجازة ويوم نهايتها لن يؤثر على الحالة التجارية أو الاقتصادية، أو يعطل أعمال الجهات الناقلة أو المستفيدة، بل العكس سيكون -بإذن الله- أثره إيجابيًا من حيث تقليل الحوادث، وتوفير الوقت، فالشاحنات التي تعمل على الطرق خلال أيام الإجازات -قطعًا- تتأخر في مواعيدها بسبب الحركة المرورية الكثيفة للمواطنين والمقيمين، ناهيك عن تخفيف الجهد عن قوات أمن الطرق الذين يبذلون جهودًا مضاعفة خلال الإجازات، وتحقيق الحركة المرورية بانسيابية وراحة لجميع سالكي الطرق من سيارات أو عربات النقل أو شاحنات.
يبقى أن أشير إلى تجربة مماثلة لازالت مُطبقة، وعشنا أثرها الإيجابي ويمكن القياس عليها، وهي منع دخول الشاحنات إلى داخل المدينة وعلى طرقها الرئيسة الداخلية خلال ساعات الصباح الأولى، لذا لن يكون صعبًا أن تُطبق تجربة أخرى بتحديد ساعات حركة الشاحنات على الطرق السريعة فقط بداية الإجازات الرسمية ونهايتها، وهي بالمجمل لا تتجاوز أربعة أيام لكل إجازة.