حمد الحمد
تحدثت معه وفي صدره غصة، يقول والدنا مبدع معروف واسمه على كل لسان، أخذوا قصة حياته وتم إنتاجها عملاً تجارياً كفيلم بدون إذن من ورثته وجنوا أرباحاً طائلة، وما كتبه من أغان تغنى في حفلات تجارية متجاهلين حقوق والدنا كشاعر، وإن اتجهنا للقنوات الرسمية نطالب بالحقوق فإن الطريق طويل ومتعب، وحتى أتعاب المحاماة والرسوم عالية.
ويقول ابن الشاعر: كنت في حفلة وكان هناك فرقة تغني أغنية والدي الشهيرة، وسألت الذي بجانبي من هو مؤلف الأغنية؟ وكان والدي، فقال هذه أغنية من التراث قلت له: (الأغنية كتبها والدي، رحمه الله، وقد سجلت وبثت من تلفزيون الكويت في فترة الستينات ومن غناء فلان وألحان فلان). هنا نظر لي باستهجان وكأنني أكذب.
وسمعت حكاية غريبة وهي أن أحد الشباب قام بإعادة كتابة مسرحية لمؤلف معروف، وقدمها لجهةٍ رسمية لإثبات أنه هو المؤلف الأصلي وأن له حقوقاً.
وأعرف شاعراً قال لي: كتبت قصيدة ونشرت في إحدى المجلات المهتمة بالشعر الشعبي، وبعد فترة وصلني خبر أن كلماتها تغنى ونزلت بشريط ، لكن ليس باسمي كشاعر، إنما باسم مستعار لإمرأة، وضاع الحق والفرح.
لكن أطرف وأغرب حدث مر عليّ هو أن شخصاً ما سأل الذكاء الاصطناعي عن الأغنية الشهيرة (هيلا يا رمانة)، وكانت إجابته: إن صاحب الأغنية وأول من غناها هو المغني الأردني عامر الخفش، وقد صدرت في شريط عام 1992 واكتسب المطرب شهرة بسببها ليومنا هذا، لكن هنا الذكاء الاصطناعي تحول إلى غباء اصطناعي، لأن أغنية (هيلا يا رمانة) أغنية كويتية والكل يعرف ذلك، ومن شعر الشاعر علي الربعي وألحان وغناء الملحن الكويتي المعروف عبدالحميد السيد، رحمهما الله ، وسجلت لتلفزيون الكويت بالأسود والأبيض عام 1969.
وهذه الأيام هناك (هبة) أو موضة في الكثير من الدول حيث شركات تقيم حفلات تجارية بتذاكر شباك لأغانٍ قديمة بدون أخذ إذن من أصحاب الحقوق الأصلية وهنا تضيع الحقوق.
هنا يتأكد لنا من تلك الشواهد أن المبدع هو الحلقة الأضعف، لكن كما هو معلوم أن حقوق المبدع سواءً كان شاعراً أو فناناً محفوظة لفترة حياته، وكذلك لفترة خمسين سنة بعد الوفاة، هنا هل بالإمكان توعية أجيال جديدة بحقوق كهذه؟!

