: آخر تحديث

بطل شاطئ «بوندي» أحمد... يصيب الصهاينة بالإحباط

2
3
4

سلطان ابراهيم الخلف

اعتاد الكيان الصهيوني على استغلال أي هجوم يقع على اليهود في أنحاء العالم كما لو أنه هجوم على كيانه، ليتظاهر أمام العالم أنه ضحية كراهية لليهود، ومعاداة للسامية، للتغطية على جرائمه التي يرتكبها في فلسطين، منذ سبعة عقود من إنشائه.

بعد الهجوم الذي تعرّض له يهود على شاطىء بوندي الأسترالي، وأدى إلى مقتل 16 وجرح 40 على يد أب وابنه ذوي الأصول الهندية، وعلى الفور ظهر الإرهابي نتنياهو، على وسائل الإعلام يتظاهر بالحزن، ممثلاً دور الضحيّة، مدافعاً عنهم كما لو أنه الوصي على يهود العالم، الذين لا يعترف الكثيرون منهم بوصايته عليهم، وينددون بجرائمه في غزة، ويتهمونه بأنه السبب وراء العداء لليهود، والساميّة.

كما وجّه الإرهابي نتنياهو انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، حمّله فيها مسؤولية التفريط في حماية اليهود في أستراليا، والتقصير في التصدّي لمعاداة السامية، ما دعا أنتوني إلى تنبيهه بعدم التدخّل في الشأن الداخلي لأستراليا، ورفض ادعائه بأن اعتراف أستراليا بالدولة الفلسطينية كان من أسباب الهجوم على اليهود.

والمعروف أن الحكومة الأسترالية ندّدت بجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، على لسان وزير داخليتها توني بيرك «القوة لا تقاس بعدد الأشخاص الذين يمكنكم تفجيرهم أو بعدد الأطفال الذين يمكنكم تركهم يتضورون جوعاً»، وهو ما أثار حفيظة الإرهابي نتنياهو واتهم فيها ألبانيز بالضعف وخيانة كيانه الصهيوني.

لكن الصاعقة الأشد التي أصابت الإرهابي نتنياهو وأفقدته صوابه، وفوتّت عليه فرصة الدعاية لمظلومية اليهود، وإرهابية المسلمين، هي أن الذي أنقذ أرواح البقية الباقية من اليهود المحتفلين بمناسبتهم الدينية، الحانوكا، هو سوري مسلم اسمه أحمد الأحمد، استطاع أن يباغت المهاجم مطلق النار، وينزع سلاحه، ويُصاب برصاصتين معرّضاً بذلك حياته للخطر.

سيناريو الدعاية اليهودية الصهيونية كالعادة، هو اتهام المسلمين بالإرهاب، إذا كان المهاجم مسلماً، مع أن هناك العديد من الأوروبيين والأميركيين من المسيحيين البيض، ارتكبوا حوادث شبيهة بحادث بوندي ضد اليهود في بلدانهم، دون أن يشار إليهم على أنهم إرهابيون مسيحيون، رغم تنامي شعبية اليمين المتطرّف المسيحي في أوروبا وأميركا المعادي لليهود.

وسائل الإعلام اليوم، أطلقت على أحمد الأحمد، وصف «بطل بوندي»، مزاحمة بذلك الدعاية الصهيونية، التي تريد سرقة الحادث، وتحويله إلى عزاء وأحزان لصالح الكيان الصهيوني، ولفت أنظار العالم عن الجرائم الفظيعة التي يرتكبها في غزة، والضفة الغربية.

بطل بوندي أحمد الأحمد، أحرج الرئيس الأميركي ترامب، واضطر مكرهاً، لأن «يصف أحمد بالشجاع الذي أنقذ العديد من الأرواح». الأمر الذي سيساهم في عدم تقبّل السرديّة الصهيونية التي تصف المسلمين بالإرهابيين، والتي تطالب بطردهم من أميركا وأوروبا.

«ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» (الأنفال 30).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد