.. وماذا بعد؟
منذ أن تفجَّر "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر عام 2023، والمنطقة تعيش ارتدادات هذا الزلزال المبرمج. بعد 15 شهرًا، تدمرت غزة، وانضم أهلها إلى طوابير الانتظار لقوافل المساعدات، وتوقِّع حركة حماس "اتفاق النصر" حسب تقييمها؟!
التاريخ، إن تجرأ، سيروي للأجيال تفاصيل الغزوة السنوارية وأبعادها.!
ويا لمآسي الصدف، لم تمضِ ساعات على اتفاق وقف النار في غزة حتى تحولت فوهات البوصلة الإسرائيلية نحو الضفة الغربية؟! حرب البيانات التي تلامس سقف التخوين بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس تعكس تصدع العلاقة بين الطرفين، في حين يظهر الائتلاف الحكومي في إسرائيل تماسكًا رغم استقالة الوزير اليميني إيتمار بن غفير احتجاجًا على اتفاق غزة. ويتمسك الوزير اليميني بتسلئيل سموتريتش بتنفيذ "الأهداف الكبرى" كشرط لعدم الاستقالة وتفادي انهيار ائتلاف بنيامين نتنياهو الحكومي.
في عام 2017، أطلق سموتريتش مشروعًا استيطانيًا جديدًا تحت عنوان "خطة الحسم"، يقوم على تحقيق جملة أهداف كبرى تبدأ بتقويض السلطة الفلسطينية وانهيارها، وترحيل الفلسطينيين الرافضين للعيش تحت الحكم الإسرائيلي. واليوم، مع بداية عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تبدو المساحات مفتوحة أمام آلة الحرب الإسرائيلية لتحقيق "الأهداف الكبرى". ولا يمكن هنا فصل تلك "الأهداف" عن مخطط ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن، حيث "الوطن البديل" حسب الرواية الإسرائيلية، وربما المشروع الإسرائيلي المقبل.!
لا أحد يشكك بحكمة وحنكة القيادة الهاشمية وقدرتها على مواجهة التحديات مهما عظمت، متكئة على صلابة الجبهة الداخلية من جهة، واستراتيجية العلاقات مع دول الجوار والقرار، وأبرزها المملكة المتحدة من جهة أخرى. وهما الركيزتان اللتان تحصِّنان الأردن من تبعات عاصفة المتغيرات التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط، وفي طياتها بذور التشرذم بمسميات عدة، أبرزها الكونفدرالية.
الأهداف الكبرى وفق المنطق الإسرائيلي تقود إلى انهيار السلطة الفلسطينية، وتحيي سياسة الاستيطان، وتصيب بعمق حلم الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
انتهت معركة غزة. لا، بل انتهت غزة، وبدأت الحرب على الضفة الغربية، وما بعد.. بعد الضفة.
الآتي خطير، والأخطر أن نبقى على رصيف الانتظار لجواب عن سؤال محوري:
وماذا بعد؟!