: آخر تحديث

ترامب... هل يرغم بوتين على وقف الحرب؟!

3
3
4

حسين الراوي

‏قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ‏يوم الاثنين الماضي في البيت الأبيض ‏بعد تنصيبه رسمياً كرئيس: «يجب على الرئيس الروسي بوتين، أن يبرم صفقة. أعتقد أنه يدمر اقتصاد روسيا بعدم إبرام صفقة». وأضاف ترامب: «الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يريد إبرام صفقة لانهاء الحرب مع روسيا، ومن الأفضل لبوتين ولاقتصاد بلاده إبرام هذه الصفقة». وقال ترامب أيضاً إنه يستعد لعقد لقاء قادم مع بوتين لم يحدد موعده، ويأمل التوصل إلى اتفاق معه لانهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.

‏ولقد هنأ الرئيس الروسي بوتين الرئيس الأميركي ترامب، بمناسبة توليه منصب الرئاسة الأميركية، ‏وقال بوتين، إنه منفتح على الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة من أجل قضايا عدة، منها الصراع الروسي - الأوكراني.

وتلك التهنئة من بوتين إلى ترامب بمناسبة تنصيبه رئيساً لأميركا تعكس مدى استعداد بوتين وقبوله الكبير للجلوس والحوار بشأن الصراع القائم الآن مع أوكرانيا وحلف الناتو، وما يخص ملف العقوبات الاقتصادية ضد روسيا.

في الأيام السابقة عندما تم الإعلان عن فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية كتبت أني أظن أن الحرب الروسية الظالمة ضد أوكرانيا سوف تتوقف خلال ثلاثة أشهر تقريباً من تنصيب ترامب رئيساً لأميركا، هذا ولن أعيد وأزيد على هذه النقطة التي كنتُ تطرّقت لها مسبقاً.

ويقول الخبر المنشور في العديد من الصحف العالمية، إن الرئيس ترامب كتب في منشور عبر منصة (تروث سوشيال) يوم الأربعاء 22 يناير 2025: «دعونا أن ننهي هذه الحرب التي لم تكن لتبدأ أبداً لو كنت رئيساً، يمكننا القيام بذلك بالطريقة السهلة، أو بالطريقة الصعبة».

وتابع: «الطريقة السهلة هي الأفضل دائماً، لقد حان الوقت لإنهاء الحرب، لا ينبغي إهدار المزيد من الأرواح».

وقال أيضاً: أقدم لـ«بوتين» وروسيا التي تنهار اقتصاديا خدمة كبيرة بالدعوة إلى وقف حرب أوكرانيا السخيفة وإبرام صفقة، وإذا لم تبرم روسيا صفقة مع أوكرانيا قريباً فسوف نفرض ضرائب وجمارك على أي شيء تبيعه روسيا للولايات المتحدة. انتهى الخبر.

يتضح جلياً بأن ترامب في عجلة من أمره وجاد بشكل كبير في أن يوقف بوتين الحرب، بل وذكر ترامب في مضمون تصريحه السابق بأنه يتوجب على بوتين، أن يستجيب ويوافق على خطة السلام التي وضعتها الإدارة الأميركية الجديدة من أجل وقف الاعتداءات الروسية ضد أوكرانيا، ‏وأنه إذا لم يستجب بوتين لخطة السلام تلك فإنه سوف يُدمّر روسيا!

وهذا بصفة موضوعية يعني أن بوتين، إن لم يوافق على خطة السلام تلك فإنه يتوجب عليه أن يستعد لحرب جديدة سوف تكون أشرس بكثير من الحرب التي تخوضها روسيا حالياً مع أوكرانيا ومن يدعمها من دول حلف الناتو، ومن الجانب الاقتصادي فإن العقوبات الدولية على روسيا سوف تزداد أكثر من السابق، وسوف يتم حظر بيع النفط والغاز ومنع التبادل التجاري بين روسيا وبين تلك الدول التي لا تزال تتعامل معها اقتصادياً.

من وجهة نظري، أظن أن بوتين، سوف يوافق على ما جاء في خطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأميركي ترامب، ‏وأن الحرب الظالمة ضد أوكرانيا سوف تتوقف في فترة أظنها ستكون خلال ثلاثة أشهر من الآن.

‏من هنا إلى أن يتم نشر بنود خطة السلام المنتظرة، فإنني متأكد بأن خطة السلام تلك لن تكون بنودها عادلة ولا مفرحة للكثير من أبناء الشعب الأوكراني ولا للداعمين للقضية الأوكرانية من أمثالي، ‏لكن لا يعني هذا أن روسيا سوف يكون لها الحق الدائم الخالد في أن تحتفظ بجميع تلك الأراضي الأوكرانية التي تحتلها الآن، ‏بل وبلا شك سوف تكون هناك مناورات سياسية ودبلوماسية مفتوحة أبوابها، للوصول إلى نقاط تلاقٍ وتفاهم بين أوكرانيا وروسيا لاسترجاع الأراضي الاوكرانية المحتلة، ولربما سوف يكون هناك سيناريو آخر قادم ضد روسيا في المستقبل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد