يتوقف علي أبو الريش في الجزء الثالث من كتابه «زايد عوالم شعرية سقفها المدى» عند ستة مفاهيم أو ست أفكار تتكامل مع المحاور السابقة في الجزأين الأول والثاني من هذا البحث الجمالي والفكري في شعر الشيخ زايد، وهي: الحياة أو مفهوم الحياة، ثم الحنان، والوصف، وحث الشباب، والعدل، ثم الحنين.في شعر الشيخ زايد تُقرأ هذه العناصر النفسية والروحية والعاطفية، ذلك أن شعر الشيخ زايد هو شعر القلب، شعر الطبع لا شعر الصنع، شعر الفطرة لا شعر الصنعة، وقد توصّل علي أبو الريش إلى هذه الروح الشعرية من خلال الصور والمعاني والقيم والأخلاقيات التي يقوم عليها هذا الطيف المتعدد الألوان من شعر الحياة، وشعر ثقافة الحياة.الشعر عند الشيخ زايد فرح بالحياة، فرح بحب الحياة، وفي قصائد الشيخ زايد، كما يقول علي أبو الريش «دائماً ما يحضر الحب، حب الحياة لأنه الطريق إلى حب الآخرين». ويضيف أبو الريش في قراءته لمعنى الحنان في هذا الشعر: «كان الشعر في حياة الشيخ زايد حياة في حدّ ذاته. كان لغة التواصل مع الآخر. في المشاكاة بالذات، لأنه يُعبّر دوماً عن تضامنه مع الشعراء، مع رفاق الدرب، وكذلك يعبّر عن التسامح الذي يتميّز به الشيخ زايد، إلى جانب ذلك، نجد القصيدة عند الشيخ زايد تفيض بخصلتين، وعاطفتين هما من أنبل العواطف الإنسانية: وهما الحنان والحكمة».أما الوصف عند الشيخ زايد، فيرى أبو الريش أنه «يعتمد على الصورة الشعرية، البيانية، والتجسيد الغافي على خاصرة الوعي بأهمية التلازم بين الواقع والخيال».شعر الشيخ زايد هو نموذج ثقافي وتربوي ومعرفي للشباب في الإمارات، وهي الفئة الحيوية النشطة التي لم تغب عن شعر الشيخ زايد، وهنا، يقول أبو الريش: «في الإمارات اليوم وبفضل الإرث القويم الذي تركه زايد الخير، نرى شباب الوطن يسرحون خيول الطموحات بقوة العزيمة وصلابة الإرادة، وهذا هزاع المنصوري، ومن بعده سلطان النيادي يصلان بالوطن إلى شغاف الكواكب».قيمة العدل النبيلة، والأخلاقية، والإنسانية ماثلة في شعر الشيخ زايد، يقول أبو الريش «العدل عند الشيخ زايد في كل شيء. العدل عنده في ترتيب المشاعر على أسس طبيعية ومن دون تكلف وزيف».شعر الشيخ زايد بهذه القيم التي أظهرتها هذه القراءة البحثية المتأنية هو شعر المكان الذي تولد فيه كل هذه المنظومة من الأفكار الإنسانية النبيلة. إنها الصحراء أم القصيدة وأم الشعراء. يقول أبو الريش: «الشيخ زايد ابن الطبيعة الصحراوية. الصحراء لا يوجد فيها ما يعرقل وصول الصفاء إلى الروح. الصحراء هي روح المكان كما هي روح الإنسان».أخيراً يقف أبو الريش عند الحنين الحيّ والمتحرّك في شعر الشيخ زايد «ففي الحنين تكمن الرؤى الحقيقية للذات العاقلة، وفي الحنين يبرز الحلم كمادة فوتوغرافية مصوّرة من قبل الروح وليس من قبل العقل».
«زايد عوالم شعرية سقفها المدى» العدل والحنان والحنين (3)
مواضيع ذات صلة