«حزب الله» اللبناني هو أعظم استثمار إيراني منذ قيام نظام الخمينية وإسقاطه لنظام الشاه الملكي.
حاولت قيادة الحرس الثوري استنساخ التجربة وفروع «حزب الله» في دول أخرى، مثل «حزب الله الحجاز» المخصص للإرهاب في السعودية، وكذلك «حزب الله العراق». الذي كان تحت قيادة أبي مهدي المهندس، لكن لم يبلغ أحدٌ مبلغ النسخة اللبنانية، خصوصاً تحت قيادة حسن نصر الله. «حزب الله» اللبناني ظاهرة عجيبة، هو دولة داخل لبنان، كما وصفه الناقد اللبناني وضاح شرارة، في كتاب حمل اسم دولة «حزب الله». وهو جيش شبه نظامي، وصولاً إلى الأسلحة الثقيلة التي تصل إلى ما وراء حيفا كما كان يردد نصر الله.
وهو ميليشيا أمنية، تفرض رهبتها على الجميع وتغتال من تشاء، وآية ذلك قتلهم للضخم رفيق الحريري، وهو شبكة إعلامية وكارتيل مخدرات عالمي وعصابة تهريب سلاح... وفي البداية والنهاية هو: فكرة واعتقاد.
في لبنان اليوم، لبنان ما بعد مقتل نصر الله ورجاله الأقوياء في الحزب، وكسر ظهر الحزب بآلة الحرب الإسرائيلية، ثمة محاولات لبعث الروح من جديد في الحزب وجماهيره، إما بالانتخابات المحلية، أو بتحريك السلاح من جديد.
في تحقيق لـ«إندبندنت العربية»، كتبه طوني بولس، ملاحقة لمظاهر تحريك سلاح الحزب المخزن في سوريا.
وحدات من قوى الأمن الداخلي نفذت عملية مداهمة دقيقة، استمرت أياماً، في منطقة غرب العاصي بريف حمص الجنوبي المحاذية لبلدات شمالية شرقية في لبنان، إحدى أبرز النقاط المستخدمة تقليدياً للتهريب عبر الحدود بين البلدين. وأسفرت العملية عن ضبط أسلحة تشمل بنادق رشاشة وقذائف صاروخية وصواريخ «غراد» قصيرة المدى، تمت مصادرتها قبل وصولها إلى وجهتها.
هذه الأسلحة بين يدي مهربين محترفين وعناصر خفية من الحزب، ما هي وما هو هدفها؟ تتضمن المضبوطات والمرصودات وفق التقارير الأمنية صواريخ قصيرة المدى وقذائف صاروخية ورشاشات متوسطة وثقيلة ومضادات دروع من نوع «كورنيت»، وعبوات ناسفة وطائرات استطلاع مسيرة بدائية.
هدفها هو - مصدر أمني لبناني في التحقيق - ليس إسرائيل، موضحاً أن هذه الترسانة ليست بطبيعتها العسكرية لخوض حرب مع الجيش الإسرائيلي الرهيب، لكنها نافعة جداً في بسط السيطرة داخل لبنان واستعادة التخويف الداخلي! هل ينجح الحزب في ذلك، أم أنه يحرث في هواء الأوهام؟! الجواب معلق برقبة الدولة اللبنانية، وهل حانت قيامتها حقاً؟