أحمد الجميعة
أكثر ما يمكن التعبير عنه في المؤتمر الصحفي الدوري لموسم الحج الذي عُقد قبل يومين هو نضوج الرسالة الإعلامية، والقدرة على إيصالها للجمهور المستهدف، إذ بات واضحاً الظهور المدروس لأصحاب المعالي الوزراء المشاركين في المؤتمر في تقديم مواقف واضحة، ومعلومات دقيقة، إلى جانب تخريج الأرقام بلغة المقارنة بين ما كان سابقاً وما تحقق أو سيتحقق خلال موسم الحج.
أكثر المواقف وضوحاً وصرامة ما عبّر عنه وزير الإعلام من أن المملكة لن تسمح بأي حاج مخالف يأخذ حقوق وامتيازات الحاج النظامي، وهي رسالة تنسجم مع حملة «لا حج بلا تصريح»، إذ تشدّد السعودية على أهمية تصريح الحاج، ونفذت في سبيل ذلك خطوات استباقية عدة منذ غرة شهر ذي القعدة، كما نسّقت اتصالاتها بالاجتماع المبكر مع 78 مكتباً لشؤون الحجاج في عدد من الدول لتعزيز هذا الجانب، فضلاً عن القيام بحملات تفتيش واسعة تجاه المخالفين لتأشيرة الحج.
الموقف الآخر الذي عبّر عنه وزير الإعلام هو مستوى جاهزية المملكة لاستقبال ضيوف الرحمن بتطبيق الأنظمة والتعليمات للحفاظ على أمن وسلامة الحج، والتأكيد على أن المملكة لن تسمح بأي مخالفات تؤثر على أداء الحجاج لنسكهم، والإشارة إلى أن تصرفات بعض الحجاج المخالفة ستبقى فردية، ولا يمكن تعميمها، وسيقابلها حملات توعوية وإرشادية للتقليل من تلك المخالفات، وأهمها مراعاة حرمة الزمان والمكان.
في الجانب الآخر؛ ظهر وزير الحج والعمرة أكثر تعبيراً عن قيمة التحول الرقمي في إدارة شؤون الحج، ومن ذلك بطاقة وتطبيق نسك، إلى جانب تطوير آلية الحشود، كما تحدث وزير النقل والخدمات اللوجستية عن دور قطار الحرمين في تعزيز منظومة النقل بزيادة الطاقة الاستيعابية لتصل إلى مليوني مقعد، وما نوه عنه وزير الصحة من سلامة الحجاج القادمين، وعدم تسجيل أي أوبئة، كذلك رفع الطاقة السريرية بنسبة 60% عن العام الماضي.
هذه الخدمات والتجهيزات لمنظومة الحج هذا العام؛ تعكس حجم الاستعداد الكبير الذي تقوم به السعودية لراحة وسلامة ضيوف الرحمن، واستثمار كل الممكنات لنجاح الموسم، بما فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ بات واضحاً أن تلك الجهود يسبقها نظام صارم في الالتزام بالتعليمات، وهو ما يعني أن مركزية التنفيذ للخطط؛ سيتم تعزيزها بمراقبة جميع التفاصيل من غرف عمليات مشتركة، ونشر المزيد من كاميرات المراقبة، والأهم تعظيم الحوكمة، وتحمّل المسؤولية من الجميع.
ومع أهمية كل ما تم تقديمه وما سيتم تقديمه للحجاج؛ يبقى الجانب الإعلامي والاتصالي مهماً في نقل تلك الخدمات والإمكانات، وقطع الطريق على أي محاولات فاشلة من إعلام مسيّس، أو وسائل وحسابات رخيصة وتافهة؛ للتقليل أو الإساءة لتلك الجهود، وأول خطوات التصدي هو أن يكون الجميع على صف واحد في التعبير عن مواقف السعودية الثابتة حكومة وشعباً في خدمة الحجاج، وأن يكون ضيوف الرحمن هم شهداء الله في أرضه بنقل تلك الحقيقة، وإسكات أصوات النشاز التي اعتدنا في كل عام كيف ننسف مخططاتها بواقع النجاح الذي يتحقق.