يبدو لي مما ينشر في بعض صحفنا، أن قواعد "الاستطلاع"، خرجت بانحراف حاد عن المهنية، والمنهج العلمي، وخصوصاً حين يكون الهدف موجها نحو هدف انتقائي، وغرض غير محايد اطلاقاً!
يمكن الجزم بعدم وضوح المعايير المهنية، والقواعد العلمية في نتائج "استطلاع" نشرته جريدة يومية اخيراً عن "الكاتب الأكثر قراءة"، وأن "نسبة 60 في المئة من قراء كتاب الصحف أنهم يقرأون لكتاب" الجريدة ذاتها! بلا شك، إن خلط هدف الاستطلاع بين جريدة يومية، وأحد كتابها، تعد مبالغة مقصودة، وخصوصا حين يقطف "كاتب" ضوء استطلاع موجه، وأيضاً، تقطف معه الجريدة ذاتها نتيجة موجهة لصالحها! لقد خرجت صحيفة يومية عن القواعد العلمية، والصحافية في ممارسة العبث، والتحريف في أخبار تتعلق بمواقف رسمية كويتية من الأحداث الفلسطينية، بسبب تواضع الإشراف المهني، وهيمنة بعص المحررين العرب على تحرير، وتوجيه الأخبار لغايات خاصة! ووجب تذكير الجريدة صاحبة "الاستطلاع" المزعوم في التدخل المتعمد في خطابات سامية، وتحديداً في تاريخ 22 أكتوبر 2023، وإقحام كلمة "الصهيونية" في نص الخطاب الأميري أمام قمة القاهرة للسلام، وهي لم ترد أساساً في النص الأصلي! لقد تعمد محرر فلسطيني في إقحام "الجرائم الصهيونية"، بدلا من "سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، كما ورد في نص الخطاب السامي الذي القاه نيابة عن الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، حين كان ولياً للعهد. هل حصل مثل هذا العبث، والتحريف في خطابات أميرية، وبيانات رسمية في جرائد أخرى غير جريدة "الاستطلاع"؟ الجواب: لا. هل التحريف في خطابات سامية، يبرر حصاد جريدة "الاستطلاع" على نسبة 60 في المئة من قراء الصحف؟ مع العلم، سبق لي أن شرحت تلك التفاصيل بدقة في برنامج مسجل، ولم تعلق عليه الجريدة المعنية، لأنها وقائع، وحقائق موثقة. أما عن صحيفة "السياسة"، فقد كان يشاع عنها قديما، من بعض الصحف، ومنهم جريدة "الاستطلاع"، أنها جريدة حكومية، أي أنها موالية للحكومة، وسياساتها، وقراراتها، والمقصود طبعا مالك وناشر جريدة "السياسة" الأخ الفاضل أحمد الجارالله. "السياسة" لم تتلون، ولم تنزع جلدها أو تستبدله، كما تفعل الأفاعي السياسية، والصحافية، وكتب فيها كتّاب من أصحاب التوجهات الوطنية، والثورية، وشتى التوجهات الأخرى، ولم تحجر "السياسة" على الاتجاهات الفكرية، والسياسية المختلفة. ولطالما فتحت جريدة "الاستطلاع" ملفها ضمن عمل غير مهني، فوجب استحضار أكثر من حقيقة، بل حقائق موالية لحقبة نيابية منحرفة، فقد حظرت الجريدة ذاتها، نشر الرأي المهني، والموضوعي، وغير الشخصاني عن رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم خلال 2013-2020، وبعدها! هل تسخير الكتّاب لأقلامهم، وحناجرهم لصالح رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم عملا يحتذى به مهنياً، وسياسياً؟ الجواب: لا. هل أسباب حل مجلس أمة 2020 وتحليلها كانت في صدارة الاهتمام، والتحليل في جريدة "الاستطلاع"؟ الجواب: لا. هل جريدة "الاستطلاع" تناست التحريف لبحث علمي رصين بعنوان "قراءة نقدية: لكتاب لا يكتب التاريخ مرة واحدة"، وهل تقصت الجريدة ذاتها أسباب إصرار الباحث عن رفض النشر بعد الصف والإخراج للملف الثقافي؟ بالتأكيد، نحترم كل الآراء، والرأي الذي نختلف معه، ولا يتفق معنا في التحليل والرأي؛ لكن هل هذه القاعدة مطبقة في جريدة "الاستطلاع"، ومحرريها؟ ومهم التأكيد على أن صحيفة "السياسة" لم تتحفظ على أسمي ككاتب، أو انتمائي الفكري، والسياسي، ولم تحذف أو تتدخل في نص مقالاتي على عكس تجربتي السلبية مع جريدة "الاستطلاع"، وهي موثقة لدي إذا استدعى الأمر تقديم البرهان، والدليل. أكتفي بهذا القدر، ونعود حين نشاء، وليس كما يشاء المفبركون للاستطلاع الصحافي