: آخر تحديث

السياحة.. قفزات نوعية

2
2
2

آخر أرقام السياحة تشير إلى تقدم المملكة في المؤشرات العالمية، وهذا يعكس بوضوح تام الجهود المبذولة في تطوير القطاع وتهيئة بنيته وممكناته، حتى تتحول المملكة إلى نقطة جذب عالمية في فترة زمنية قصيرة.

الربع الأول من العام الحالي يعطينا انطباعاً إيجابياً عن التقدم المحقق في القطاع، فالمملكة هي الأولى عالمياً في نسبة نمو إيرادات السياح الدوليين مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، وفق تقرير باروميتر السياحة العالمية ما يبرز تسارع الأداء ويؤكد نجاح الاستراتيجية المعتمدة لتطوير القطاع ضمن مستهدفات رؤية 2030.

اللافت في التقرير أن المملكة تجاوزت المتوسط العالمي بشكل مضاعف، فنسبة نمو أعداد السياح الدوليين الداخلين إلى المملكة بلغت 102 في المئة خلال الربع الأول من 2025، متجاوزةً معدل النمو العالمي 3 في المئة ومعدل نمو منطقة الشرق الأوسط 44 في المئة، هذا يعني أننا نقف اليوم في مقدمة مشهد جديد في صناعة السياحة، إذا ما نظرنا إلى أن المملكة في المرتبة الثالثة عالمياً في نسبة نمو أعداد السيّاح الدوليين، والثانية على مستوى الشرق الأوسط، وهو تسلسل تصاعدي يعكس نجاعة السياسات السياحية التي تم تبنيها خلال السنوات الماضية، وتحول نوعي في موقع المملكة السياحي.

ولا شك هذه المؤشرات تؤكد أن المملكة قادمة لتكون عنصراً فاعلاً في توجيه دفة السياحة العالمية نحو مناطق جديدة واعدة، فحجم الإنجاز منذ إطلاق التأشيرة السياحية في 2019 وحتى عامنا الحالي 2025، يُظهر وجود استراتيجية واضحة، وعمل متقاطع بين الجهات الحكومية والخاصة، وتكامل في بناء التجربة السياحية من لحظة وصول الزائر وحتى مغادرته، فالوجهات السعودية خيار متنوع يلبي اهتمامات الزوار بمختلف فئاتهم، ويضيف بعداً للمشهد السياحي من حيث نوعية التجارب وتعددها، في ظل تنسيق مؤسسي يعمل على تطوير المنتج وتسهيل الوصول إليه عبر بنية متقدمة ومبادرات تسويقية متواصلة، والسنوات المقبلة سنكون على موعد مع تضاعف أعداد القادمين إلى المملكة واستكشافها والاستفادة من المشاريع السياحية الضخمة التي تتسارع وتيرة إنجازها.

وباعتقادي المملكة تملك قصة سياحية متكاملة العناصر، مدعومة بإرادة سياسية، وإمكانات جغرافية، وسوق محلية شابة، وطلب عالمي متزايد على التجارب الجديدة، وكل هذه العوامل تهيئها لتكون من بين أبرز خمس وجهات سياحية في العالم خلال العقد المقبل، من خلال مواصلة البناء على ما تحقق، وتوسيع نطاق التميز في التجربة، وتحقيق تكامل أكبر بين القطاعين الحكومي والخاص في تقديم منتج سياحي يرتقي بمعايير الجودة والتنافسية العالمية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد