محمد خليفة
تقوم الدول على مجموعة من الركائز تضمن نهضتها وتصون وحدتها وتدفعها قدماً إلى الأمام ومن أهم هذه الركائز والتي كانت نصب أعين القادة المؤسسين، تمكين المرأة الإماراتية لتصبح معول بناء للمجتمع ونهضته. فمنذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، سعى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، إلى تمكين المرأة ووقف في وجه التقاليد الاجتماعية البالية. وذلك إيماناً منه بأن المرأة هي نصف المجتمع وعمود البيت الأساسي وكثيراً ما كان يردد: «أنا نصير المرأة.. أقولها دائماً لتأكيد حقها في العمل والمشاركة الكاملة في بناء وطنها». ومن ثم تم افتتاح المدارس لتعليم النشء، من ذكور وإناث، بالمجّان وسرعان ما تطور مجتمع الإمارات، وأثمر التعليم قائدات حاصلات على أعلى مراتب العلم، في مختلف التخصصات. وقد ظلت القيادة الحكيمة ترفد الواقع الاجتماعي بتشريعات جديدة لضمان حقوق المرأة، حيث تم تأسيس «جمعية نهضة المرأة الظبيانية»، لتكون أول تجمع نسائي في دولة الإمارات وتوالى ظهور الجمعيات المماثلة في باقي الإمارات، بفضل صاحبة النظرة الثاقبة، التي تستشرف المستقبل، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، فتم تأسيس الاتحاد النسائي العام، عام 1975 وضم ذلك الاتحاد، الجمعيات النسائية في إمارات الدولة كافة، حيث حرصت سموها، كواجهة للمرأة الإماراتية شريكة الرجل، على أن تكون صوت النساء وقلبهن النابض، على توفير كل ما يحقق الحياة الكريمة والرفاهية للمرأة الإماراتية. وتوالت الإنجازات بافتتاح جامعة الإمارات بالعين، حيث بدأت هذه الجامعة تستقبل الطلبة والطالبات من كافة الإمارات ليحصلوا على التعليم العالي وفي عام 2015 تم الإعلان عن «يوم المرأة الإماراتية» لأول مرة من قبل رائدة العمل النسائي «أم الإمارات» الداعمة لحقوق المرأة والنهوض بمكانتها ومنذ ذلك التاريخ، ظل هذا اليوم يحظى باهتمام كبير، كي تبقى قضية المرأة حاضرة والسعي إلى تمكينها في المجتمع والدولة ضرورة من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً. وبتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، تم اعتماد شعار «يداً بيد نحتفي بالخمسين» ليكون الشعار الرسمي ل«يوم المرأة الإماراتية 2025» وذلك بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس الاتحاد النسائي العام ويأتي هذا التوجيه في إطار إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بتخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد» ويجسد رؤية الدولة في تعزيز روح التكاتف الوطني وترسيخ مكانة المرأة الإماراتية شريكاً أساسياً في مسيرة البناء والتنمية الوطنية. ويُعدّ يوم المرأة الإماراتية مناسبة وطنية للاعتزاز بما حققته المرأة من منجزات، وتجديد العهد على مواصلة العمل يداً بيد مع الرجل. وفي السنوات الماضية من عمر الاتحاد ظلت عملية تمكين المرأة تجري بخطى ثابتة، ففي عام 2019، وبتوجيهات من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، تم رفع نسبة تمثيل المرأة في مقاعد المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% بدءاً من الدورة الانتخابية لذلك العام وقد بلغت مشاركة المرأة في مجلس الوزراء أعلى المعدلات في العالم، بالنسبة لتوزيع المناصب في المؤسسات الحكومية بحسب الجنس، حيث يتكون مجلس الوزراء الحالي من37 وزيراً من بينهم 9 نساء يشغلن حقائب وزارية مختلفة، كما تشغل المرأة الإماراتية مناصب دبلوماسية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي. وهناك 7 سفيرات يمثلن دولة الإمارات لدى دول مختلفة في العالم وتمثل المرأة 46% من إجمالي القوى العاملة وتشغل 66% من وظائف القطاع العام منها 30% في مراكز صنع القرار و15% في الأدوار التقنية والأكاديمية وتمتلك المرأة في دولة الإمارات حقوقاً متساوية في الموارد الاقتصادية وكذلك إمكانية حصولها على حق الملكية والتصرّف في الأراضي وغيرها من الممتلكات وعلى الخدمات المالية والميراث والموارد الطبيعية وذلك وفقاً للقوانين الوطنية. وتشارك المرأة في أدوار مختلفة في القطاع الخاص بما في ذلك، مناصب المديرات ورائدات للمشاريع ووفقاً لتقرير حديث صادر عن مجالس سيدات أعمال الإمارات، فقد ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة إلى نحو 37% في العام الماضي وأظهر التقرير أن سيدات الأعمال يشكلن 18% من مجموع رواد الأعمال في الإمارات، وأن نحو 78% من الأعمال المملوكة للنساء في الإمارات وأشار التقرير إلى أن 49% من هؤلاء النساء يشغلن مناصب مديرات تنفيذيات و61% منهن يمتلكن أعمالهن بشكل فردي وشهد ذلك العام تسجيل أكثر من 2000 شركة جديدة أسستها سيدات أعمال إماراتيات وتمثل هذه الشركات حوالي 22% من مجموع الشركات الجديدة المسجلة في الإمارات. والواقع أن المرأة الإماراتية اليوم، بفضل القيادة الرشيدة، وجهود أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أصبحت تملك كل وسائل القوة التي تمكّنها من الوصول إلى أهدافها في أي مجال تريده وهي تحظي بدعم المجتمع الإماراتي الواعي الذي يدرك قيمة المرأة وأهميتها في نهضة المجتمع ورقيه.