ها هي الذكرى الـ(54) لـ«يوم عهد الاتحاد»، ذلك اليوم الذي تم التوقيع فيه على وثيقة الاتحاد، التي بموجبها تم تأسيس دولة الإمارات، التي انطلقت مسيرتها بين الأمم في 2 ديسمبر 1971، وهو ما يسمى في المعجم السياسي العالمي بـ«يوم الدستور»، حيث تُقام احتفالات رسمية وشعبية في جميع أنحاء الإمارات احتفاءً بيوم الدستور، يتم خلالها إبراز أهمية الدستور ودوره في تحقيق الاستقرار والوحدة والتنمية.
(يوم عهد الاتحاد: 18 يوليو)، وإذا كان هو المناسبة الوطنية الرابعة في الإمارات بعد (عيد الاتحاد: 2 ديسمبر)، و(يوم العَلَم: 3 نوفمبر)، و(يوم الشهيد: 30 نوفمبر)، إلا أنه يُعدُّ المناسبة الوطنية الإماراتية الرئيسية، إذ هُو بمثابة «يوم التأسيس» لدولة الإمارات، الذي شهد انعقاد الاجتماع التاريخي لحُكّام الإمارات الخليجية العربية المتصالحة، والذي وقَّعوا فيه «وثيقة الاتحاد» ودستور دولة الإمارات، وأُعلن فيه بيان الاتحاد والاسم الرسمي لدولة الإمارات، بناءً على تلاقي إرادة الحُكَّام مع إرادة الشعب، من أجل أن تكون للدولة الجديدة مكانتها الدولية الرفيعة المستوى، بما يحقق لها ولشعبها الرفعة والرفاهية.
وفي مناسبة الذكرى الأولى، لإعلان «يوم عهد الاتحاد» مناسبة وطنية، بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، في اليوم نفسه من العام الماضي: «واليوم نعلن 18 يوليو مناسبة وطنية بمسمى «يوم عهد الاتحاد»، نحتفي فيها بتاريخ دولتنا والخطوات المباركة لتأسيس الاتحاد»، فإنَّنا نستعيد شيئاً من الكلمات التاريخية للخطاب الرسمي الأول لسموه عند تولّيه رئاسة الدولة في عهدها الثالث بعد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيَّبَ الله ثراه»، ومن ثم القائد المُمَكِّن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيَّبَ الله ثراه».. يقول سموه: «اليوم ونحن نرى وطننا بين دول العالم كما أراده زايد والمؤسسون «رحمهم الله جميعاً».. من مكانة عالية ودولة قوية ومتطورة.. نحمد الله على هذه النعم.. ومستمرون بإذن الله على نهجهم وحكمتهم ورؤيتهم.. نستلهم منهم الدروس والعبر في القيادة والإرادة.. وسيبقى تاريخنا وهُويتنا وموروثنا الثقافي جزءاً أساسياً في خططنا إلى المستقبل».
نعم، فكلمات سموّه مستمدة من المقولة التاريخية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد «طيَّبَ الله ثراه»: «من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل»، ولعل إعلان صاحب السمو رئيس الدولة بتخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع»، إنما هو تجسيد لرؤية القيادة الحكيمة تجاه تعزيز الروابط داخل الأُسَرِ والمجتمع الإماراتي من خلال تنمية العلاقات بين الأجيال، سواء على نطاق الأسرة الواحدة، أو على نطاق الأُسرة المجتمعية الإماراتية الكبرى.