: آخر تحديث

الصيف.. والسياحة الداخلية

3
2
3

تزدحم منصات التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات العطلة الصيفية، مجموعة في ماربيا، وأخرى في كان، ومجاميع في لندن وبرشلونة وباريس وآخرين في شرق آسيا، وفي عواصم ومدن أخرى حول العالم.

ولعل مناظر سعادة الأسر، وقضائها العطلة الصيفية في مصايف مختلفة، من أكثر الأمور التي تثير البهجة، الا ان تصوير البعض، خاصة المشاهير في السوشيل ميديا لمظاهر البذخ، وغيرها، اصبحت مرهقة لميزانيات الأسر متوسطة الدخل.

فالشريحة الأكبر من الأسر، لا تستطيع تحمل تكاليف سفرة صيف طويلة، او قضائها في احدى المدن «الهبّة»، الا ان ضغط ابنائها للسفر لبعض الوجهات تحديداً، تحت تأثير ما يتابعونه في سناب أو تيك توك، قد يجعل الأسرة تتخذ قرارات مالية غير صائبة، وبالتالي تدفع ثمنها لاحقاً في ديون أو قروض أو استقطاع من أساسيات! بالمقابل، فإن السياحة الداخلية، في الكويت، تعتبر شبه معدومة، ففي ما عدا المجمعات والمطاعم، لا نملك أي مصادر ترفيه وترويح للجمهور، برغم اننا نملك كل مقومات تطوير السياحة الداخلية، بل نستطيع أن نحول الكويت الى وجهة سياحية يقصدها زوار من كل انحاء العالم.

فعلى سبيل المثال، كثير من سفرات الصيف تكون وجهاتها بحرية، فتتكلف الأسرة مبالغ تذاكر واقامة وغيرها، لتسافر لوجهة، للاستمتاع بالشواطئ، واخذ «تان» تحت اشعة الشمس، بينما نملك أجمل السواحل، لكننا لم نتمكن من توفير شاطئ عام بإمكانات سياحية للمواطنين والمقيمين، بل وحتى الزائرين، وبأسعار مناسبة!

فالأسرة التي تريد قضاء عطلة بحرية في الكويت، عليها تأجير شاليه، قد يكلفها لويكند واحد، في المواسم المزدحمة، تكلفة سفرة! بسبب ارتفاع الأسعار!

أيضا لدينا مساحات صحراوية واسعة، يمكن استغلالها سياحياً، خاصة في الأجواء الشتوية أو الربيع، وهناك تجارب في دول مجاورة نجحت في جذب الزوار لمناطقها الصحراوية، فبيئتنا في الخليج مميزة، وجاذبة، متى ما استطعنا تطويرها وتوفير امكانات سياحية بها.

الى جانب ذلك، هناك نقص في الانشطة السياحية الأخرى، كألعاب الأطفال وغيرها، بالمقابل، فالمتوفر من مراكز للعب، تكلف الأسرة بمتوسط لا يقل عن ١٠ دنانير للطفل الواحد، لقضاء بضع ساعات لعب، بالتالي فإن الأسرة التي تملك أكثر من طفل، قد لا تستطيع تحمل هذه التكاليف. نحن مقبلون على رغبة بانفتاح الكويت، وفتح أبوابها للعالم، خاصة بعد ما شهدناه من تطوير وتسهيلات في منصات التقدم بطلب تأشيرات لدخول البلاد، وهذا الانفتاح يتطلب تطوير السياحة، أولاً لسكان الكويت حتى يستمتعوا بقضاء عطلهم داخل البلاد، وثانياً للراغبين بالسياحة من الخارج.

وختاماً لا ننسى ان شبابنا مبدع، استغلوا مواهبهم وطاقاتهم، في تطوير السياحة!

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد