: آخر تحديث

أهمية مشروع الدولة الوطنية

5
5
4

عماد الدين أديب

أيهما يأتي في الأولوية الوطن أم الطائفة؟

أيهما يستحق الدفاع من أجله الوطن أم الحزب؟

أيهما أكثر أهمية المنطقة أم الدولة؟

أيهما أهم المواطنة أم العائلة؟

أسئلة جوهرية وأساسية تفرض نفسها على كل من يسعى بصدق إلى بناء دولة مدنية عصرية قائمة على مشروع الدولة الوطنية، التي تتبنى منهج المواطنة المتساوية في ظل الدستور والقانون العام، والتي لا تعترف سوى بحصرية القرار والسلاح والأمن إلا في يد الدولة، وليس في يد ميليشيا أو ميليشيات.

للأسف الشديد ما نراه في كثير من الصراعات الداخلية العربية يقع في محظور الفتنة والاقتتال الداخلي والفوضى المدمرة لكيان الدولة الوطنية.

انظروا إلى ما حدث في ليبيا، التي انقسمت إلى شرق وغرب ومدني وعسكري وقبَلي وحضاري وعلماني وديني، وكل من هؤلاء له داعم إقليمي ودولي مختلف ومتناقض ومتصارع مع بعضهم البعض.

انظروا إلى السودان، خلاف بين قوى جيش وقوى أمنية، كل منهم يمثل فكراً سلطوياً مختلفاً، ويراهن على قوى محلية مختلفة، ويرفض فكرة الدولة الوطنية المدنية.

انظروا إلى سوريا التي خرجت مشرذمة وممزقة من حرب أهلية، استمرت 12 عاماً بعد نظام حكم مدمر ومستبد وفاسد.

يصعب في سوريا تكوين الجيش الوطني الجامع في ظل ميليشيات كردية وعلوية ودرزية وداعشية، وبقايا قوات أمنية روسية وأمريكية وإيرانية وعراقية، وميليشيات 86 دولة.

وزد على ذلك كله وجوداً تركياً وأمريكياً واحتلالاً إسرائيلياً لجبل الشيخ والجولان.

كل ذلك يرجع أساساً لفشل مشروع الدولة الوطنية الجامعة، التي تعلي شأن الوطن على الطائفة والمذهب والجهة القبلية قبل أي شيء وكل شيء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد