: آخر تحديث

أبعاد العزلة

4
4
3

سهوب بغدادي

تعددت وتنوعت الأدبيات منذ القدم حول العزلة من نواحٍ كثيرة منبثقة من الفلسفيات والحكم وصولًا إلى التشخيص الطبي والنفسي وما إلى ذلك، حيث تعرف العزلة اصطلاحًا بالخروج عن مخالطة الخلق والانزواء والانقطاع عنهم، و تتخذ العزلة أطرًا مختلفة الأبعاد بحسب الأهداف المنوطة بها، إذ تكون العزلة بمعناها السلبي عندما تكون قسرية وقهرية، ويدخل فيها التوقيت غير الملائم، فضلًا عن عدم الرغبة الداخلية على سبيل المثال الحبس -والعياذ بالله- والنفي والغربة في بعض الحالات، بينما تكون إيجابية عندما تنبع من الرغبة الداخلية والاحتياج الشخصي لها، كعزلة الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء قبيل نزول الوحي عليه صلوات الله وسلامه عليه، يأتي ذلك الصنف من العزلة للنأي بالنفس عن المجتمع و العادات والتقاليد التي لا تتوافق مع المعتقدات الشخصية، وتمثل في بعض الأحيان الصراع الداخلي القيمي، والابتعاد عن بيئة ما، كما يعتمد البعض سياسة العزلة في أوقات معينة هروبًا من النفاق الاجتماعي وفرارًا من المجاملات، كذلك، في عصرنا الحالي، عصر الفورة الرقمية قد يجد الشخص في العزلة الرقمية المؤقتة خيارًا نافعًا لصحته النفسية والجسدية بمعنى «العزلة الرقمية المقننة» كل تلك الأوجه وأكثر من اختيار العزلة في جنبات حياتنا اليومية قد ينعكس إيجابًا أم سلبًا علينا وعلى المحيطين بنا من أهل وأطفال وأصدقاء وزملاء، لذا يتوجب على الشخص أن يختار عزلته وماهيتها وموقعها وكمها وكيفها للاستفادة منها على أتم وجه، اللهم إني أسالك الأنس بقربك.

«اهرب بِنَفسِكَ وَاِستَأنِس بِوَحدَتها

تَبقى سَعيدًا إِذا ما كُنتَ مُنفَرِدا»

- الشافعي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد