: آخر تحديث
دعت إلى مشاركتهم في صياغة السياسات العمومية

الأكاديمية المتوسطية للشباب تتوج أشغالها بـ"نداء أصيلة 2025"

1
1
2

إيلاف من أصيلة: دعا المشاركون في أشغال الدورة الخامسة للأكاديمية المتوسطية للشباب، بأصيلة (شمال المغرب)، إلى اعتماد سياسات عمومية تتأسس على الاعتراف بالشباب كفاعلين رئيسيين، خاصة في مجالات التحول الرقمي، المناخ، والتعليم، لضمان شمولية القرارات واستدامتها.

وأوصى المشاركون، في هذا اللقاء الشبابي الذي نظم أخيرا على مدى 9 أيام، تحت شعار "الشباب: الابتكار، المرونة والالتزام من أجل مستقبل مستدام قائم على حقوق الإنسان"، بتمكين الشباب من أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل عادل ومسؤول، من خلال سن ميثاق أخلاقي لاستخدام آمن للرقمنة، ودعم البحث العلمي في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ذات البعد الاجتماعي، وإدماج التربية الرقمية في المناهج، وتعزيز التربية الإعلامية والنقدية، وحماية الحقوق الرقمية وتعزيز التربية الإعلامية والرقمية للشباب، مع محاربة خطاب الكراهية على منصات التواصل الاجتماعي، ونشر ثقافة الحوار والانفتاح.
وإدراكا من المشاركين للتحولات العميقة التي يشهدها العالم في ظل الثورة الرقمية، التغيرات المناخية، الأزمات الجيوسياسية، وتنامي تحديات الهوية والانتماء، أعلنوا، من خلال "نداء أصيلة 2025"، عن التزامهم الفعلي بالمساهمة في بناء مستقبل أكثر عدالة وشمولا وإنسانية.
 


جانب من جلسات أشغال الدورة الخامسة للأكاديمية المتوسطية للشباب بأصيلة

تفكير جماعي
عكست الدورة، التي نظمها المنتدى المتوسطي للشباب بالمغرب - بشراكة مع المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، منظمة اليونسكو، مؤسسة منتدى أصيلة، كلية علوم التربية (جامعة محمد الخامس)، مكتبة الإسكندرية وجماعة (بلدية) أصيلة، وبمواكبة ودعم من ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وشركاء مدنيين مثل جمعية مبادرات مواطنة "بوصلة"، شبكة المراكز العلمية المدنية بالمغرب، جمعية شباب متضامن بإسبانيا - مستوى راقيا من التفكير الجماعي والابتكار في الطرح، بمشاركة شباب وشابات من مختلف دول ضفتي المتوسط، وممثلين عن المجتمع المدني وخبراء في مجالات حقوق الإنسان، الذكاء الاصطناعي، الاقتصاد، البيئة، الصحة النفسية، والثقافة والمواطنة الرقمية.
 
صوت جماعي للشباب
قال المشاركون إن "نداء أصيلة 2025"، الموجه إلى كافة الفاعلين المحليين والوطنيين والدوليين، من مؤسسات حكومية، مجتمع مدني، أكاديميين، وإعلاميين، هو صوت جماعي لشباب يؤمن بالعدالة، ويقترح حلولا ملموسة لتحديات زمنه، مستندا إلى قيم حقوق الإنسان، والابتكار، والتضامن العابر للحدود. وشددوا على أنهم يغادرون أصيلة برؤية موحدة، وبطاقة جماعية متجددة، من أجل مستقبل يسوده السلام، وتُصان فيه الكرامة، وتُسمع فيه أصوات الشباب بوضوح، معتبرين "نداء أصيلة" دعوة مفتوحة لكل الفاعلين للانخراط في مسار تشاركي، عادل، وملهم.
 
شمولية القرارات واستدامتها
دعا المشاركون إلى تعزيز مشاركة الشباب في صياغة السياسات العمومية، خاصة في مجالات التحول الرقمي، المناخ، والتعليم، لضمان شمولية القرارات واستدامتها، مع سن قانون خاص بالشباب وميثاق للمشاركة في الشأن المحلي والجهوي، وإحداث مجالس شبابية محلية بصلاحيات حقيقية، فضلا عن توصية تهم تمكين الشباب من أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل عادل ومسؤول من خلال سن ميثاق أخلاقي لاستخدام آمن للرقمنة، ودعم البحث العلمي في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ذات البعد الاجتماعي، وإدماج التربية الرقمية في المناهج، وتعزيز التربية الإعلامية والنقدية، وحماية الحقوق الرقمية وتعزيز التربية الإعلامية والرقمية للشباب، ومحاربة خطاب الكراهية على منصات التواصل الاجتماعي، ونشر ثقافة الحوار والانفتاح.
 
تعزيز الصمود النفسي
شدد المشاركون على أن دعم الصحة النفسية ليس رفاهًا بل حقًا وضرورة، ودعوا، في هذا الصدد، إلى إدماج التربية النفسية في السياسات التربوية، وتخصيص موارد بشرية ومالية لخدمات الدعم النفسي المجتمعي، مع تشجيع استخدام الفنون والرياضة والتعبير الثقافي لتعزيز الصمود النفسي.
 
الشباب والعدالة البيئية
استجابةً للتحديات المناخية الراهنة، شدد المشاركون على الحاجة الملحة لإشراك الشباب كقوة فاعلة في بناء اقتصاد المستقبل، من خلال إطلاق برامج تمكين وتكوين موجهة لتعزيز قدرات الشباب في الابتكار وريادة الأعمال، وفتح آفاق اندماجهم في الاقتصادين الأخضر والرقمي؛ وإحداث برنامج شبابي وطني لمناخ المدن الذكية والصامدة؛ وتنظيم تحدٍّ سنوي مفتوح أمام الشباب لتقديم حلول بيئية مبتكرة وواقعية؛ وتشجيع ريادة الأعمال الشبابية المستدامة، ودعم الاقتصاد الدائري كمحور رئيسي للعدالة البيئية؛ وإشراك الشباب في مشاريع الانتقال الطاقي، خاصة في مجالي الاقتصاد الأخضر والأزرق؛ وتعزيز المسؤولية الاجتماعية للمقاولات من خلال دعم التشغيل والتكوين المستمر للشباب، خصوصاً في المجالات البيئية والمستقبلية.


ضور كثيف للشباب المشارك في أشغال الدورة الخامسة للأكاديمية المتوسطية للشباب، بأصيلة

دبلوماسية ثقافية وتشاركية
أكد المشاركون على الاعتراف بالشباب كفاعلين أساسيين في الدبلوماسية الثقافية والتشاركية، وإبراز دورهم كجسور للتواصل والتفاهم بين الشعوب وتعزيز التعايش السلمي؛ مع تعزيز أدوار الشباب والمجتمع المدني في بناء استراتيجيات دبلوماسية تشاركية قائمة على الثقافة، تحترم التعدد وتدعم الحوار والتعايش والسلام وفق قرار مجلس الامن 2250؛ علاوة على دعم المبادرات الشبابية والإبداعية التي توظف الثقافة، الفنون، والوسائط الرقمية كأدوات للتقارب ونشر القيم الكونية المشتركة.
 
الثقافة كأداة للتحول الاجتماعي
دعا المشاركون إلى دعم الثقافة كأداة للتحول من خلال إحداث فضاءات دائمة للتعبير الثقافي والفني، وتشجيع الإبداع كرافعة للتماسك المجتمعي؛ وإدماج الشباب في المنتديات والفضاءات الدولية التي تناقش السياسات الثقافية والدبلوماسية، وضمان تمثيلية عادلة ومنصفة للشباب والمجتمع المدني فيها؛ وتطوير المهارات الرقمية لدى الشباب لتعزيز حضورهم في فضاءات التبادل الثقافي الرقمي، والدبلوماسية الرقمية كرافعة لتعزيز التفاهم الدولي؛ وصون التراث الثقافي المادي واللامادي وتوظيفه في خدمة التنمية المستدامة؛ تشجيع الابتكار الثقافي والفني الموجه للقضايا البيئية والمناخية.
 
مواطنة رقمية
دعا المشاركون إلى إعداد ميثاق للمواطنة الرقمية، مع تأسيس منصة دائمة للتفكير المشترك تجمع فاعلين شباب من مختلف الدول لتعزيز الاستباقية في مواجهة الأزمات وبناء المستقبل؛ وإنشاء شبكات تعاون بين المجتمع المدني، الجامعات، والقطاع الخاص لدعم البحث العلمي حول قضايا الشباب وتبادل الممارسات الفضلى؛ والاستثمار في التربية على القيم والمهارات الحياتية لمواجهة التحديات النفسية والاجتماعية المرتبطة بتسارع التحولات؛ ودعم المقاولات الشبابية الصغرى والاقتصاد الاجتماعي التضامني؛ وترسيخ ثقافة التطوع والاعتراف بها في المسارات التعليمية والمهنية.
 
تقدير عميق
عبر المشاركون، في ختام ندائهم، عن عميق تقديرهم للدينامية المتواصلة التي يشهدها المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، في سبيل تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في مسارات التنمية، سواء على الصعيد المحلي أو الوطني أو الدولي. كما ثمنوا العناية الملكية التي تحظى بها قضايا الشباب، والدور الحيوي الذي يضطلع به المجتمع المدني كشريك في تنزيل الرؤية الملكية، لا سيما في مجالات الدبلوماسية التشاركية، والتنمية الثقافية، والتحول الرقمي، بما يعزز من مكانة المغرب وريادته في فضائه المتوسطي والإفريقي.
 
أصيلة.. للحوار والتعايش
دعا المشاركون إلى جعل مدينة أصيلة فضاء دائما للحوار والتعايش، ومنبرا للفنون والثقافة، ومختبرا حيّا لتلاقي المبادرات الشبابية المتوسطية، وتكريس الإبداع المشترك. كما أوصوا بتعزيز التعاون بين المنتدى المتوسطي للشباب ومكتبة الإسكندرية، بما يسهم في دعم التبادل الثقافي والشبابي إقليميا وقاريا ودوليا، وتشجيع الإنتاج العلمي في قضايا الشباب، وتعزيز الشراكة بين المجتمع المدني، والمؤسسات الجامعية، والقطاعات الحكومية والخاصة، من أجل تمكين شامل ومستدام للشباب في أبعاده الثقافية، الاجتماعية، السياسية، البيئية، والفنية والاقتصادية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات