: آخر تحديث

من أجل الحق والحقيقة

3
3
3

مشاهد لها مغزاها ومعناها وعمقها في الوجدان، ولها دلالتها الإنسانية، تبدأ صغيرة ولكنها تكبر كل يوم، تزداد جلاءً وتجذراً، تسطع بالحقيقة بالرغم من كل الطغيان والجبروت والغطرسة.وقف رجل كوري على طرف الشارع رافعاً علم فلسطين عالياً مردداً بلغته بطريقة غنائية شجية ما معناه بالعربية «فلسطين حرة.. يكفي قتلاً في غزة.. قتل الأطفال لا يجلب السلام.. فلسطين حرة». واضعاً على صدره لوحة تحمل عبارة «توقفوا عن القتل».شاب ياباني اسمه يوشي سان، يغلق مطعمه تماماً طوال شهر رمضان الماضي، محولاً إياه إلى مكان لعرض آلاف الصور لما يحدث في غزة، طابعاً بطاقات دعوة تحمل صورة طفلة فلسطينية من أهل غزة. وحينما سئل لماذا تفعل ذلك؟ قال «لأننا يجب أن نساعد، بإظهار حقيقة الوضع في غزة، لأن ما يعرض على التلفزيونات لا يظهر الحقيقة دائماً، فالأخبار تأتينا من الغرب وهي عادة لا تظهر الواقع على حقيقته. والصور التي عرضتها هنا تظهر الحقيقة المخفاة عنا، لقد دعوت معارفي وأصدقائي وعامة الناس وقد صدموا مما رأوا، وكانت ردة فعلهم «هل فعلاً هذا يحدث؟ يجب أن نفعل شيئاً ما».امرأة ألمانية تتوشح الكوفية الفلسطينية، ملطخة ملابسها باللون الأحمر، حاملة دمية مقطوعة الرأس ملفوفة في كفن أبيض ملطّخ مكتوب عليه «يكفيكم قتلاً»، تجلس وحدها في وسط الساحة، تحاول الشرطة زحزحتها بعنف وقسوة، لكنها تصرّ على الجلوس، بل يتقاطر الكثير من البشر ليشكلوا صفوفاً متراصة لا تكتفي بالساحة فقط بل تملأ الشوارع المحيطة معبّرة بصوت واحد «أوقفوا المجزرة».شرارة العمل الفردي التي انطلقت من بعض شرفاء الأرض، تحولت إلى حشود مزلزلة مستمرة يومياً في مختلف أقطار العالم تعبّر بصوت واحد يعبر الآفاق، مندّدة بهمجية القتل والتدمير والتهجير الذي تمارسه إسرائيل على أرض غزة الفلسطينية. لم تبق عاصمة من عواصم العالم ومدنها الرئيسية إلا وقد خرج أهلها في تظاهرات تعبر عن وجدان يرفض كل ما تمارسه إسرائيل وتبرره حكوماتها، مطالبة بوقف الحرب، داعية الحكومات لاتخاذ موقف يتطابق مع حقوق الإنسان والقوانين الدولية.مهما يكن فعل أي فرد خفيفاً أو صغيراً من أجل وقف ما يحدث لأهلنا في غزة وأرض فلسطين، مهما يكن وكيفما يكن، فسيكبر ويكبر ويكبر حتى يعرف الكون الحقيقة وتعود الأرض إلى أهلها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد