هناك صفاتٌ ومميزات، أو كما يُقال سمات يتمتع بها كل من حقق النجاح والتميز والتفوق، وهذه الفئة تحديداً لا تعتقد أنها حصلت على التفوق مصادفة، أو أنه ناتج عن حصولها على دعم مختلف عما تجده أنت، أو أنها متفوقة دراسياً، لأنها تتمتع بقدرات من الذكاء تتجاوزك، إطلاقاً لا توجد مثل هذه التفضيلات ولا مثل هذه المميزات. نعم قد يمرّ بنا مَن يتمتع بالدعم من هنا أو هناك، ولكن هذه ليست حالة عامة، فالحديث هنا على ما يمسنا جميعاً وما نشترك فيه دون أي تدخلات خارجية غير مألوفة، ومع هذا تجد قاعدة المتفوقين والناجحين واسعة ومتعددة، وكل يوم يصعدها وجه جديد، بل في كل لحظة يحقق أحدهم إنجازاً ما، ويحصد تبعاً لذلك ثمار التفوق والنجاح، الذي هو جدير به. إذا آمنا بمثل هذه القاعدة، ووضعناها كأسس في تفكيرنا، وهي قاعدة أن الفرص متساوية، والقدرات واحدة، ولا يحدث التباين والاختلاف بين شخص وآخر إلا من خلال الاستعداد الذاتي الشخصي، وفي قدرة المتفوق والمتميز على تحمل المسؤولية والمبادرة والاندفاع، وفي استعداد الناجح الدائم للتعب وبذل كل ما بوسعه والاعتماد على نفسه، والالتزام بكل متطلباته لتحقيق النجاح، وإن اقتنعنا تماماً بمثل هذه الآلية، وأن بمقدور كل واحد منا القيام بمتطلبات النجاح والتفوق والتميز وتنفيذها على أكمل وجه، فإن النتيجة في نهاية المطاف تحقيق هذا النجاح بكل عفوية وكنتيجة طبيعية للجهد والتعب وتحمل المسؤولية. إن كان الحال وفق هذه الآلية، وأنها إمكانية بيد الجميع، فلماذا إذن نرى حالات من الإخفاق والفشل، من عدم التوفيق وعدم النجاح؟ أعتقد أن هناك أسباباً كثيرة، لكنني أشير إلى واحد منها ينحصر في عدم الاستعداد، في عدم الجدية، ولأنه توجد بدائل تبعدك عن الانصهار في مهمتك، وتجعلك تقرر التخفيف من الحماس، بحجة ألا طائل من التعب وبذل الجهد المضنى، والنتيجة قد تكون غير مضمونة. مثل هذه الأفكار هي التي تتلبس الكثير من الناس، وتجعلهم في حالة من استهلاك المعرفة وعبئاً ثقيلاً في بيئة عملهم، يؤدون مهام روتينية مكررة، دون أي تحديث ولا تجديد. النجاح في أي مهمة بيدك. اجمع المعلومات اللازمة عن هذه المهمة، وحدد أهدافك المعقولة التي تتوافق مع إمكاناتك، وابدأ التنفيذ بتفاؤل وثقة، وأيضاً بصبر وسعة بال، وستجد أن النجاح حليفك، وقد أصبحت واحداً ممن يتربعون على قمة من قمم النجاح. www.shaimaalmarzooqi.com
النجاح مهمة بيدك
مواضيع ذات صلة