عبده الأسمري
ما بين ترسيخ «الإعلام» وتاريخ «الإلهام» كتب «عناوين» الاعتبار وظفر بالأحقية ونال الأسبقية في متون «الوطنية» وشؤون «المهنية» رافعاً راية «اليقين» ومحققاً غاية «التمكين».
امتلك «مساعي» الإنسان واستأثر بدواعي الامتنان فكان الماكث في المتن المشرق من الذاكرة والمحتفى به في المجال المضيء من الاستذكار والمقتدى به بالذكر المستحق من الانتشار في وقائع «الصولات» وميادين «البطولات» ومضامين «الخيرات».
تعمقت في داخله «أسرار» الإمارة وتجلت على محياه «علانية» الجدارة فكان العلم «عنوانه» والإلهام «ديدنه» وظل «العون» قرينا لاسمه في منصات «الأثر» واتجاهات «التأثير».
اغترف من «مشارب» المكانة يقين «الأمانة» وسطر في دروب «الإخلاص» ملاحم «التفوق» فكان الحقيق بمشاهد «الضياء» والمستحق لشواهد «النماء» ورجل «المهمات» الإعلامية والاسم المتفق عليه في عوائد «النفع» وفوائد «الشفع».
إنه رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله أحد أبرز أمراء الجيل الثاني من الأسرة الحاكمة.
بوجه أميري وسيم الملامح راقي المطامح وتقاسيم زاهية باهية مسكونة بالرقي تتماثل مع والده الملك سلمان، وعينان تلمعان بنظرات الذكاء وتسطعان بلمحات العطاء وأناقة وطنية تعتمر الهندام الوطني الأصيل وشخصية ودودة عطوفة مزيجة من الجد والود قوامها «المعارف» ومقامها «المشارف» وصوت جهوري ممزوج من «لغة» فصحى مسجوعة بفصل الخطاب ومشفوعة بأصل الجواب وعبارات فصيحة حصيفة تتوارد من «مخزون» علمي وتستند إلى «مكنون» معرفي وحضور ساطع شافع مقرون بخبرة «عريضة» ومقترن بمسيرة «طويلة» وتواجد رسمي مرتبط بدلائل «التخطيط» ومترابط مع وسائل «التنفيذ» وصفات أميرية تتباين ما بين «الرسمية» في محافل «القرار» والإنسانية» في معالم «السخاء» ونفس نقية تنجذب إلى سبل التعاون وتتجاذب مع أفق التعاطف قضى الأمير أحمد من عمره عقودا وهو يوزع «بشائر» الإنجازات ويهدي تباشير «المنجزات» ويؤصل «توقيع» الانفراد ويرسخ «وقع» السداد في هممه ومهماته وإنجازاته كأمير خبير ووطني بارز تأصل اسمه في صفحات «الأثر» وسطع صيته عبر بصمات «المآثر».
في الرياض عاصمة الأمجاد الباذخة بإنتاج «النبلاء» والمشعة بتخريج «الفضلاء» ولد الأمير أحمد عام 1958 وامتلأت الأرجاء العائلية والأجواء الأسرية بشذى الخبر الميمون والقدوم المبارك الذي نثر عبير «الفرح» ووزع «أثير» السرور بين سلالة الأسرة الحاكمة بمولد «فارس» جديد انضم إلى كتيبة «أحفاد» المؤسس وتفتحت عيناه طفلاً على اتجاهات «المقام في بلاط أبيه بسخاء «التوجيه» وضياء «الوجاهة» وبوصلة «الوجهة» شطر القدوة المثلى في التربية والتوصية والنصح والمشورة.
نشأ صغيراً مكللاً بموجبات «النصائح» وعزائم «اللوائح» في مجلس والده الملك سلمان والذي شكل له «منبعاً» لا ينضب من «فوائد» القيادة و»عوائد» الريادة.
اقترب من «هيبة» المقام في مجلس «والده» فظل يرسخ في ذاكرته «منهجيات» أولى لمعاني «العدل» و»مناهج» مثلى لمعالم «النماء» فكبر وفي قلبه إمضاء «السمو» وفي وجدانه ضياء «العلا».
ركض مع إخوته وأقرانه بين القصور الملكية والمجالس الأميرية وانجذب صغيراً إلى الحشود العسكرية وهي تستعرض في ميادين العاصمة ومضى يرتب مواعيد «أمنياته» الباكرة كل مساء على مرأى ومسمع والديه مشفوعاً بدوافع الذات ومنافع الإثبات وظل ينتهل من «ينابيع» المعرفة كل صباح بالقراءة في مكتبة والده العامرة بأمهات الكتب فتوطدت علاقته بالابتكار وتوشحت ذاكرته بالانتصار فظل يسابق بعد نظره حتى ملأ المنصات بواقع «التميز» ووقع» الامتياز.
تعتقت نفسه بأنفاس «المعرفة» وتشربت روحه نفائس «الثقافة» وظل يملأ قلبه برياحين «الصيت» الأميري الذي وظفه بإحساس «منفرد» من مسؤولية «السمعة» وسخره بحس «فريد» في صناعة المستقبل.
سيرة دراسية فاخرة منوعة بدأها الأمير الراحل بالدراسة في معهد العاصمة النموذجي بالرياض وأنهى الثانوية العامة عام 1974 والتحق بمدرسة كولورادو لدراسة اللغة الإنجليزية لمدة عام وفي عام 1978 التحق بأكاديمية ونتورث العسكرية لمدة عامين، تخرج منها برتبة ملازم ثان، كما التحق في العام نفسه بدورة صاعقة متقدمة في فورت رايلي ثم التحق بقوات الدفاع الجوي بالقوات المسلحة السعودية برتبة ملازم أول وفي عام 1981 التحق بجامعة كاليفورنيا في إرفاين وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية تخصص ثقافات مقارنة، وعاد إلى عمله في القوات المسلحة السعودية وترقى إلى رتبة نقيب، وفي عام 1985 اتجه إلى العمل الخاص وأنشأ شركة أساس العالمية المتخصصة في المقاولات والصيانة والتشغيل، وتقلد منصب رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق وأسس شركة الدليل للاستثمار والتجارة وهي شركة متخصصة في إدارة الاستثمارات، كما رأس مجلس إدارة شركة الخليج لإنتاج الزيوت والسمن النباتي «نباتي».
قام بتأسيس أضخم مجموعة إعلامية في العالم العربي وهي «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» حيث تولى رئاسة مجلس إدارتها وضمت حوالي 20 شركة إعلامية وخطط لإصدار مطبوعات المجموعة والتي كانت بمثابة نقلة نوعية في الإعلام الاحترافي وأطلقت أصداؤها في شؤون «الصحافة والإعلام» وضمت قوائم من «أمهر» رؤساء التحرير والمحترفين في الأداء والعطاء وتجلت كاسم «بارز» نقل قوة «السعودية» ومكانتها وثقلها على خارطة العالم وفق «منظومة» ريادية فاخرة التخطيط وزاخرة التنفيذ.
للأمير أحمد أعمال متعددة في الجانب الخيري والإنساني والتنموي حيث كانت له بصماته في إعانة الكثير من الشباب السعودي للابتعاث وفتح المجال والفرصة للموهوبين من الصحافيين السعوديين وله العديد من الاهتمامات الخيرية والإنسانية تمثلت في عضويته في الجمعيات والمؤسسات الخيرية مثل جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي والجمعية العمومية لجمعية الأطفال المعاقين. والرئاسة الفخرية للجمعية السعودية للطب المخبري.
كان الأمير أحمد محباً ومولعاً وعاشقاً للخيل ويمتلك شركة متخصصة في الخيل في الولايات المتحدة الأمريكية واختير من قبل ولاية نيويورك رئيساً فخرياً لمجلس إدارة نادي سباقات الخيل في الولاية وتمكن اسطبله من تحقيق إنجاز الفوز بالديربي الأمريكي والإنجليزي حيث سلمه الكأس وقتها الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في نيويورك إضافة إلى العديد من المنجزات.
انتقل الأمير أحمد إلى رحمة الله يوم الاثنين 12 جمادى الأولى 1423 هـ الموافق 22 يوليو 2002 بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد إصابته بمرض وصلى عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله ودفن في مقبرة العود وسط حضور عدد من الأمراء والمسؤولين والمواطنين وتناقلت وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية «النبأ» مستعرضة مناقب وصفات الراحل وبصماته في المجال الإعلامي والوطني والتنموي والخيري والإنساني.
أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «أمير» الإعلام ووجه «العطاء» صاحب السيرة المشعة بإضاءات «الإنجاز» والمسيرة الساطعة بإمضاءات «الاعتزاز».