إذا ترجمنا الأشياء إلى أرقام نتوصل إلى ما يأتي: يبلغ المستر دان براون 61 عاماً من العمر وتبلغ ثروته 160 مليون دولار. أُرغم على أن يدفع نصفها ثمن الطلاق من زوجته الثانية.
وقد بيع من كتبه، وأشهرها بالتأكيد «شيفرة دافنشي»، 250 مليون نسخة. استقبلت سوق الكتب العالمية كتابه الجديد قبل أسابيع وعنوانه «سر الأسرار». فالمعروف أنه لا يكتب إلا في الأسرار والغموض. وقد أجرت جريدة «الباييس» الإسبانية مقابلة مطولة معه في منزله في ولاية نيو هامبشاير. سوف أحاول هنا نقل الجزء الأساسي منها مع حذف الأسئلة والاكتفاء بالأجوبة نفسها.
السؤال الأول: هل المعرفة خطيرة؟ بعدما أمضى حياته في الأبحاث، الجواب: إذا لم تكن لطيفة فإنها خطيرة حتماً، اذ لم يسبق للجنس البشري أن ابتكر أي تقنية ولم يستخدمها سلاحاً.
كلما تطورت التكنولوجيا ازدادت خطورة العالم مع أنني أعتقد أن كمية الحب في الأرض تفوق الكراهية.
في عصر كوبرنيكوس ثم من بعده غاليليو، كانوا يعتقدون أن الأرض هي مركز المجموعة الشمسية لكن الأمور والحقائق نفسها تغيرت مع الوقت والعالم يزداد انكشافاً وغموضاً في وقت واحد.
من منا يصدق أن ديريك أماتو أفاق من غيبوبة قصيرة وأخذ يلعب البيانو كأي موسيقي محترف مع أنه لا يعرف لمس الأزرار. ولا يزال علماء طب الأعصاب يبحثون إلى الآن عن ظاهرة لا يتقبلها العقل.
معظم أدواتنا اليوم سوف تصبح في القريب مجموعة من الأساطير. والإنترنت أداة لنقل المعرفة والجهل معاً.
كان والدي مدرساً وقد نشأت محاطاً بمعلمين يقضون اليوم كله في طرح الأسئلة.
كانت أمي تقول إن الكتاب المقدس ليس كتاباً تاريخياً، بل مجموعة من القصص ممكن التعلم منها. وتعرفون أن الفاتيكان قاطع رواية «شيفرة دافنشي».
غالباً ما يسألني الناس إن كان الألم ينقذ الرجال، فأقول إن معاناة البشر تؤلمني لكن الألم يساعد على الإبداع.
هنا أفكر في الهند، يا له من بلد رائع يضم خمسة أضعاف من السكان الذين يستطيع إطعامهم.
جاءتني فكرة «سر الأسرار» من فقدان أمي. من المؤلم جداً بالنسبة إليّ أن آمالنا وأحلامنا تتبخر عندما نموت.
إنني أعيش من طرح الأسئلة وليس من الضروري العثور دائماً على أجوبة عنها.
حياتي أقرب إلى التقشف.
أمضي نصف السنة في كوستاريكا، حيث الطقس جميل ونصفه الآخر هنا، وأمارس في الحالتين رياضة ركوب الأمواج.