محمد خلفان الصوافي
شاركت خلال هذا الأسبوع بالعاصمة الصينية بكين في ملتقى يناقش التأثير الإيجابي للشراكة الإماراتية - الصينية في توفير فرص النهوض التنموي لدول الجنوب العالمي.
استمرت جلسات المؤتمر الذي نظمته سفارة دولة الإمارات في الصين، بالتعاون مع المراكز الفكرية الصينية، لمدة ثلاثة أيام واجتمعت فيه شخصيات أكاديمية وبحثية من البلدين (الإمارات والصين) لمناقشة مواضيع مختلفة كلها تصب في حالة التحول الذي يشهده النظام الدولي وانتقال صراعات الدول من الحالة التقليدية إلى الصراع على الموارد وظهور أدوات جديدة لهذا النوع من الصراع لم يعد فيه عامل الجغرافيا حاجزاً بعد أن أصبحت التكنولوجيا بمفهومها الشامل هي السلاح الجديد.
واحدة من أهم الأفكار التي ترددت في هذا المؤتمر القيّم أن الشراكة الاستثمارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية لا تمثل مجرد تعاون اقتصادي بين قوة صاعدة عظمى هي الصين وقوة إقليمية محورية هي دولة الإمارات.
الإمارات بالنسبة للاستراتيجية الصينية العالمية ليست مجرد محطة عابرة في رؤية الحزام والطريق، بل هي نقطة مركزية تحقق التكامل بين طريق الحرير البحري وباقي أسواق دول الجنوب - جنوب، لهذا يمكن القول إن اختيار الصين للإمارات استند إلى ما يسميه المنظرون الميزة التنافسية للموقع.
على الجانب الآخر، تنظر الإمارات إلى هذه الشراكة كجزء لا يتجزأ من استراتيجيتها الوطنية الكبرى التي تتجاوز مجرد تنويع الاقتصاد والشركاء لتشمل إعادة تموضع جيوسياسي مدروس، وهو ما يعرف بالتوجه شرقاً..