: آخر تحديث

الرياض المدينة النشطة

1
1
2

سهم بن ضاوي الدعجاني

أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض قبل أيام حصول عاصمتنا الغالية على شهادة «المدينة النشطة عالمياً» (Global Active City) وبهذه الشهادة العالمية تصبح الرياض أول مدينة في الشرق الأوسط، تتبنى أسلوب حياة مستدام من خلال منظومة عمليات تقوم على دمج النشاط البدني والرفاهية المجتمعية في تخطيطها الحضري وسياساتها وبرامجها اليومية التي رشحتها لتنال هذا التصنيف العالمي الذي يعتمد نموذج «المدينة النشطة» التي تصبح وتمسي على «ثقافة التكامل» بين الصحة والنقل والتعليم والبيئة والتخطيط العمراني لتمنح من يعيش فيها حياة أكثر صحة وازدهار وجودة حياة.

طبعا هذا الإنجاز الذي يشهد لمدينة الرياض بأنها مدينة تنبض بالحياة من أجل الإنسان أولا، سبقه عدد من الخطوات المدروسة من قبل الهيئة: إعداد التقييم والتشخيص الأولي من خلال إجراء دراسة تشخيصية شاملة لمفاصل التنمية فيها، بالتعاون مع أحد المراكز العالمية المختصة في هذا المجال لتحديد جاهزية الرياض ومعرفة نقاط القوة وفرص التحسين لتحقي متطلبات هذه الشهادة (Global Active City)، ثم تبع ذلك عمل مؤسسي لتطبيق معايير المدن النشطة PASA : البنية التحتية للنشاط البدني، والبرامج المجتمعية، والحوكمة، والمتابعة المستمرة للمؤشرات.

السؤال الحلم

ما الخطوات القادمة ليبقى «النشاط» صفة مستدامة في هذه العاصمة النابضة بالحياة ؟، خاصة وهي صانعة قرارات الحياة الكريمة للإنسان على أي أرض وتحت أي سماء، - في نظري - أن على الهيئة متابعة الأفكار الجديدة في مجالات علوم العمران والاجتماع، والاستمرار في منهجها القائم على تبني فلسفة وفكر المدينة النشيطة والعمل على تطويره لبناء نسخة سعودية مختلفة في هذا المجال الحيوي و مواصلة الشراكة الاستراتيجية مع وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للرياضة للجميع والجهات الحكومية والمدنية ذات الاختصاص، والانفتاح على الأفكار الشابة من خلال تنظيم المسابقات والمعارض المتخصصة لاقتناص الأفكار الجديدة والتوجهات العالمية في عالم المدن النشيطة، ومد جسور التواصل الفعال مع مراكز البحث في الجامعات السعودية لتطوير نموذج سعودي منافس في عالم المدن العالمية الحاصلة على هذه الشهادة مثل: ليفربول وهامبورغ وليوزان، إن حصول مدينة الرياض على هذه الشهادة سيخلق ثقافة جديدة من خلال ما سيلمسه المواطن والمقيم والزائر في قلة نسبة العدوى وانتشار الأمراض، وكذلك اتساع دائرة الاستثمار في البرامج المدينة النشطة سينعكس على المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمفاصل الحياة في الرياض عبر النقل النشط والبيئة النشطة والإدارة النشطة والاقتصاد والإنتاج النشط.

وأخيراً هنيئا لنا ولأبنائنا وأحفادنا، عندما يفتخرون في المستقبل القريب بزيادة الإنتاجية والوقاية من الأمراض والعجز والسمنة وارتفاع نسبة استمتاعهم بتفاصيل هذه المدينة النشطة وتقليل مستوى التلوث والضوضاء وتعزيز تماسكهم الاجتماعي، عندما تمنحهم عاصمتهم النشطة في المستقبل القريب فرصا أكبر للحركة والمشاركة عبر بنية تحتية ذكية تشمل مسارات المشي والدراجات والساحات الخضراء والمرافق الرياضية والفعاليات المجتمعية وتسمع حفيدك يقول لك: (جدو، مشوارنا اليوم بالدراجات).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد