أحمد محمد الشحي
في صفحات التاريخ تبقى أسماء لامعة تركت بصمات جميلة خالدة، بما قدمته من أعمال بر وخير وعطاء، ومن هؤلاء فقيد الشباب المغفور له الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، الذي عُرف بطيبة قلبه ونبل أخلاقه وكرمه وعطائه وكثرة إحسانه للفقراء والمحتاجين.
«قرى راشد» مبادرة إنسانية عالمية، تترجم نهج الإمارات الراسخ في جعل الخير قيمة متواصلة لا تعرف الحدود، وتستمد اسمها من شاب ترك أجمل البصمات في قلوب المحتاجين، ليتحول اسمه إلى جسر يعيد الأمل في حياة الكثيرين، ويمنحهم أسباب الحياة الكريمة.
إن «قرى راشد» تمثل امتداداً طبيعياً لمسيرة العطاء الإماراتي الذي لا يعرف حدوداً زمانية أو مكانية، وهي مبادرة مستدامة تهدف إلى بناء قرية نموذجية كل عام، وذلك في مختلف بقاع العالم، إيماناً من دولة الإمارات بأن إسعاد الإنسان من أعظم المقاصد والغايات، وأن تمكينه من مقومات الحياة الكريمة يفتح أمامه المستقبل المشرق.
وتعكس هذه المبادرة الإنسانية المتميزة قيم التسامح والعطاء والرحمة التي تشكل جزءاً من الهوية الوطنية لدولة الإمارات، وما يتحلى به المجتمع الإماراتي قيادة وشعباً من حب الخير والإحسان والتضامن مع المحتاجين أينما كانوا.
ومع كل قرية جديدة تبنى ستتسع رقعة الخير، ويتحول المشروع إلى شبكة من المنارات الإنسانية التي تضيء شتى بقاع الأرض، وهذه هي دولة الإمارات، دولة الخير والإحسان، التي جعلت من العطاء نهجاً مستداماً، ومن السعادة هدفاً سامياً، وترجمت ذلك عبر أفعال ملموسة.
رحم الله الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، وأجزل له الأجر والمثوبة على كل ما قدم من خير وعطاء وإحسان للفقراء والمحتاجين، وما ترك من سيرة عطرة مؤثرة، لا يزال عبق عبيرها يفوح، ولا يزال أثرها العميم يتجدد عبر المبادرات الخيرية التي تحمل اسمه، ومنها هذه المبادرة الرائدة «قرى راشد»، لتظل دولة الإمارات بأبنائها الراحلين والباقين كما كانت دائماً، حاضنة للخير، وموئلاً للإنسانية، ومنطلقاً للمبادرات التي تصنع الفرق وتغرس السعادة في حياة الناس.