: آخر تحديث

حالة غريبة

3
3
3

> ماذا لو كتب أحدُنا مقالاً في أي شأن من شؤون الحياة (خصوصاً في مجالي الثقافة والفن) ليجده منشوراً باسم شخص آخر؟

> ثم ماذا لو قضى أحدُنا سنواتٍ من عمره رئيساً لمهرجان سينمائي، ليكتشف فجأة أن هناك من ينتحل لا اسم المهرجان فقط، بل المهرجان كلّه، ويسعى إلى نسبته لنفسه؟

> الحالة الأولى تقع على نحو متكرر (ولو غير متواصل)، وضحيتها كتّاب كثر يسرق آخرون جهودهم وأوقاتهم؛ لأنهم أعجز من أن يكتبوا شيئاً نابعاً من صميم أفكارهم. فالسرقة تظلّ أسهل منالاً.

> أمّا الحالة الثانية، فجديدة فعلاً. وتفاصيلها، كما تجري الآن، أن سينمائياً عراقياً يعيش في هولندا منذ سنوات بعيدة، اسمه محمد الأمين، أسّس قبل أعوام مهرجان «مينا» للسينما العربية (الآسيوية والأفريقية)، وقد حقق نجاحاً متنامياً. لكن، فجأة هذا العام، فوجئ بأن مجموعة من عرب هولندا قرروا إقامة مهرجان جديد بالاسم نفسه.

> ليس الأمر أن مهرجان «مينا» الأصلي كان خفياً عن الأنظار، فقد استضاف عدداً كبيراً من السينمائيين العرب. بل إن المنتحلين ذهبوا أبعد من ذلك؛ إذ أعلنوا أن دورتهم المقبلة هي السادسة، علماً بأنهم لم يُقيموا أي دورة سابقة.

> المسألة تثير العجب ولا تبررها أي مبررات. ألم يكن من الأجدى إطلاق مهرجان جديد باسم مختلف؟ أهي إزاحة جهد الآخرين السبيل الوحيد للتقدّم؟ غريب! ثم لِـمَ لا يكون التنافس بيننا دافعاً للتطوّر، ضمن قواعد أخلاقية سامية؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد