في مشهد عالمي مُعقد، لا تهدأ فيه وتيرة الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، تواصل المملكة مسلسل الإنجازات التي وعدت بها في رؤية 2030، هذه الإنجازات تعكس حرص القيادة الرشيدة والمواطنين على بناء دولة حديثة ومتطورة، لتتقاسم مع الدول الكبرى بالعالم مسارات التقدم والازدهار، وهو ما تحقق فعلياً بشهادة المنظمات الدولية، التي ترى في المملكة «دولة استثنائية»، تتمتع بقدر هائل من الإرادة والعزيمة، يدفعها إلى تحقيق كامل تطلعاتها، كما تُريد هي، وليس كما يُتاح لها.
وتأتي نتائج مؤشرات التنافسية العالمية، على كثرتها وتتابعها بلا انقطاع خلال السنوات الماضية، بمثابة شهادة دولية بحق المملكة، تؤكد حرص السعودية على تنفيذ مخططات رؤية 2030 وبرامجها وفق الجدول الزمني المُعد سلفاً، ومهما كانت التحديات العالمية، إلا أن هذه الإنجازات كانت أكثر تتابعاً في الأيام الأخيرة من العام الجاري (2025) الذي يرفض أن يرحل إلا بعد أن يشهد أكبر عدد من إنجازات المملكة.
وتلفت إنجازات المملكة الأخيرة في المؤشرات الدولية النظر إليها، إذ يفصل بين الإنجاز ونظيره أيام وربما ساعات، وشملت أبرز تلك الإنجازات احتلال المملكة المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر نضج الحكومة الرقمية لعام 2025 الصادر عن مجموعة البنك الدولي، وارتفاع تقييم المملكة في مؤشر الأداء الإحصائي الصادر عن البنك الدولي أيضاً، لتحافظ بذلك السعودية على ترتيبها بالمرتبة الأولى عربيًا، والحادية عشرة بين دول مجموعة العشرين الاقتصادية، والـ51 دولياً، يضاف إلى هذا وذاك تصدر المملكة المركز الأول في الذكاء الاصطناعي على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقاً لمؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي 2025؛ والذي يقيس جهود 195 دولة في هذا المسار.
وبجانب ما سبق، شهد العام 2025 مؤشرات اقتصادية واستثمارية إيجابية، حققتها المملكة رغم التحديات الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية، ما يعكس متانة اقتصاد المملكة، ويؤكد نجاح رؤية 2030 التي تستهدف إدراج المملكة ضمن أكبر 15 اقتصاداً في العالم بحلول نهاية العقد.
وفاء رؤية المملكة بوعودها ما كان أن يتحقق بهذه الثقة العالية لولا الدعم المتواصل الذي تقدمه القيادة الرشيدة -حفظها الله- لمؤسسات الدولة كافة، حتى تصل إلى هذا المستوى من النضج العملي والتطور التقني، ما يؤهلها لمنافسة مؤسسات مماثلة في دول متقدمة والتفوق عليها، وهو ما يؤكد للجميع أن المملكة قادمة إلى صدارة المشهد الدولي، متسلحة بالعلم، وبسواعد أبنائها الراغبين في التطور، ومواكبة كل جديد وحديث يشهده العالم.

