: آخر تحديث

شما بنت محمد.. تكريم الشخص والمسار

3
3
3

علي عبيد الهاملي

عندما كرّمت ندوة الثقافة والعلوم بدبي الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، بوصفها «الشخصية الثقافية» للدورة التاسعة والعشرين من «جائزة العويس للإبداع»، لم تكن تحتفي بتكريم شخص فقط، بل بمسار فكري متكامل، وبنموذج إنساني وثقافي تشكّل عبر سنوات من العمل الهادئ، والرؤية الواضحة، والإيمان العميق بأن الثقافة ليست ترفاً، بل مسؤولية وطنية ومجتمعية.

هذا التكريم يأتي في سياق وطني أوسع، يعكس إيمان قيادة دولة الإمارات العميق بدور المرأة بوصفها شريكاً أصيلاً في مسيرة البناء والتنمية، لا تابعاً ولا مكمّلاً. فمنذ البدايات الأولى، رسّخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قناعة أصيلة بأن المجتمع لا يمكن أن ينهض بنصف طاقته، وأن تمكين المرأة هو تمكين للوطن بأسره.

المرأة الإماراتية، منذ البدايات الأولى، لم تكن على هامش المشهد، بل في قلبه. غير أن التحدي الحقيقي كان دائماً في القدرة على الاستدامة والتجديد، وعلى بناء أثر يتجاوز اللحظة إلى المستقبل.

في مجال الريادة الفكرية، لم تكتفِ الشيخة الدكتورة شما بالحضور الأكاديمي أو بالمشاركة في الفعاليات الثقافية، بل سعت إلى بناء منصات للحوار، وفتح مسارات جديدة للتفكير، وتشجيع البحث العلمي المرتبط بقضايا المجتمع والهوية والتنمية.

وإذا كانت الساحة الثقافية الإماراتية قد شهدت خلال العقود الماضية نمواً لافتاً في المؤسسات والجوائز والفعاليات، فإن التحدي اليوم هو الحفاظ على هذا الزخم، وعلى استدامته وامتداده.

التكريم، في جوهره، ليس لحظة احتفال عابرة، بل رسالة إلى الأجيال الجديدة، تقول إن العمل الثقافي الجاد لا يضيع، وإن الاستثمار في الفكر هو استثمار في مستقبل الوطن.

إن تكريم الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان هو تكريم لفكرة الثقافة نفسها، بوصفها جسراً بين الماضي والمستقبل، وبين الفرد والمجتمع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد