: آخر تحديث

لماذا يكرهونني؟!

1
1
2

عثمان بن حمد أباالخيل

الكراهية بين الناس ليست غريزة بشرية من طباع الإنسان فهي فطرية، هي سلوك مكتسب وحالة من عدم الثقة من النفس والنظر للآخرين نظرة دونية. كذلك هي ظاهرة نفسية، بل هي مرض نفسي يعيش داخل الإنسان الكاره لغيره. كذلك هي الشعور القوي بالبغض أو النفور أو عدم الارتياح تجاه إنسان.

أحيانا كثيرة تجد مَرْضى القلوب يُظهِرون كلامًا معسولاً، ويحاولون تملُّكَ قلوب بعض من حولهم بسِحرهم، ولكنهم يُبطِنون اللَّدَد والخصومة، يريدون مِن وراء ذلك تمريرَ الفساد، وصناعةَ الإفساد بنشرِ الكراهية والبغضاء هؤلاء مكانهم العيادة النفسية إنهم مرضي نفسيون. لماذا يكرهونني؟ سؤال يأخذنا الى تحليل هذه المشاعر، ينبع الشعور بأن الناس يكرهونك من أفكار سلبية داخلية، وربما هم يكرهونك لعدة أسباب، منها: شعورهم بالنقص أو الغيرة منك، أو لأنك تظهر عليهم تصرفات قد يعتبرونها مزعجة، أو لأنك تفسر الإشارات الاجتماعية بطريقة سلبية بسبب تجارب سابقة.

الإنسان الذي يشعر بكراهية البعض هي في الواقع من أصعب الأمور التي قد يوجهها الإنسان في حياته هي أن يشعر بأنه منبوذ ومكروه من قبل الآخرين، سواء كان ذلك شيئا حقيقيا أو أنه مجرد شعور ليس له علاقة بالواقع. في المقابل الذي يكرهه هو شعوره مثل الغيرة والشعور بالنقص مقارنة بك، أو من تجارب سابقة مؤلمة تركّت آثاراً سلبية على نظرتهم للعالم.

قد يكرهك الناس لأنهم يشعرون بالغيرة أو عدم الأمان. ربما يعتقدون في أعماقهم أنك أفضل منهم، أو أكثر جاذبية، أو أكثر سعادة، أو لديك شيء يريدونه.

هناك من يسأل: كيف أعرف أن البعض يكرهنني؟ تظهر علامات كره الناس لك في تصرفاتهم وسلوكهم، مثل تجنب التواصل البصري ولغة الجسد السلبية، وقلة المشاركة في الحديث، وتجنب اللقاءات، والتحدث بالسوء عنك في غيابك.

قد يظهر أيضًا في النقد المستمر لك، كذاك تجنب الاتصال بالعين. الكراهية منتشرة في كل مكان وحيث يتواجد الإنسان وعلى سبيل المثال في محيط عملك، فإنك قد تجد شخصًا يكرهك، وقد يكره الجميع أيضًا لأنه يرى في نفسه كفاءة.

وفي عالم النساء قد تجد امرأة تكره جميع النساء الجميلات، والسبب يرجع إلى الغيرة أيضًا. الإنسان المتشائم كاره للجميع، يكره السعداء لأنه لا يستطيع أن يكون سعيدًا مثلهم، يتوقع دائمًا الأسوأ، ولا يعتقد أبدًا أنه يمكنه الحصول على ما يريد، ولا يعرف كيف يحصل عليه من الأساس. (بإمكان البحر أن يضحك لم يعد العدو يأتينا في البوارج. إنه يولد بيننا في أدغال الكراهية.) أحلام مستغانمي.

سلوك الكراهية لن يموت بين الناس لكن التسامح وصفاء القلوب -لا ضعفًا- يساهم في بناء مجتمع متماسك، ينبذ الكراهية بكل أنواعها ومسمياتها.

همسة:

(الإنسان الذي يكره الآخر عليه زيارة الطبيب النفسي لتقويم نفسه وغرس بذرة التسامح وجني ثمارها).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد