إيلاف من الرياض: قال عالم المصريات ووزير الدولة لشؤون الآثار الأسبق زاهي حواس، إن ما أُثير مؤخرًا حول وجود أعمدة أسفل أهرامات الجيزة ليس سوى "كشوف وهمية"، نافياً بشكل قاطع ادعاءات نسبت إلى باحثين إيطاليين بشأن هذا الموضوع.
وفي حديثه لـ"العربية"، أوضح حواس أن "لا وجود لأي دليل أثري أو علمي يدعم الفرضيات التي تتحدث عن تدخل كائنات غير بشرية في بناء الأهرامات"، معتبرًا أن هذه الادعاءات تفتقر إلى الأساس العلمي، ووصف تصريحات المذيع الأميركي جو روغان بأنها "نرجسية".
وأضاف حواس أن بناء الأهرامات تم على مراحل متعددة، وقال: "الأهرامات بنتها أيادٍ مصرية، وكتابنا المعنون 'الجيزة والأهرامات' يتضمن أدلة شاملة تثبت ذلك، وهو متاح للجميع للاطلاع".
وفي معرض حديثه عن المقابلة التي أجراها سابقًا مع جو روغان، والتي ظهر فيها وهو يدخن سيجارًا، قال حواس: "روغان هو من طلب مني تدخين السيجار خلال اللقاء".
وشدّد حواس على أهمية ما وصفه بـ"الدفاع العلمي عن الحضارة المصرية" في مواجهة ما اعتبره "كلامًا غوغائيًا"، داعيًا إلى الاستناد إلى الأدلة بدلاً من ترويج "الخرافات" التي قال إن أصولها تعود إلى مؤلفات ظهرت في القرن التاسع الميلادي وانتقلت إلى الغرب عبر القرون.
وفي ما يتعلّق بتمثال أبو الهول، أكد حواس أن الرأس أصغر من الجسم، مشيرًا إلى أن التمثال "في حالة جيدة"، نافياً وجود أي تمثال ثانٍ مشابه له في الموقع ذاته.
كما تطرّق حواس إلى قضية الآثار المرتبطة بالأنبياء، وقال: "لا يوجد في علم الآثار ما يثبت وجود الأنبياء إبراهيم أو موسى أو يوسف في مصر"، لكنه أشار إلى أن الاكتشافات الأثرية "أثبتت وجود العبرانيين".
وختم حواس بالإشارة إلى أن "الاكتشافات الأثرية في مصر لا تزال في بدايتها، وأن نحو 70% من آثار البلاد لم تُكتشف بعد"، ما يفتح الباب لمزيد من الحفريات والبحوث المستقبلية التي قد تسهم في إعادة قراءة التاريخ المصري القديم.