: آخر تحديث
ظاهرة فلكية نادرة تثير اهتمام العالم

المغرب في قلب "الكسوف العظيم" لسنة 2027

3
3
3

إيلاف من الرباط: توقعت وكالة الفضاء "NASA" الأميركية أن يعرف المغرب، في الثاني من أغسطس 2027، واحدة من أروع الظواهر الفلكية في القرن الحالي، تتمثل في كسوف كلي للشمس، يوصف بكونه الأطول من نوعه بين سنتي 1991 و2114 المقبلة. 

ويترقب علماء الفلك هذه الظاهرة الاستثنائية التي ستغمر أجزاء واسعة من المملكة في ظلام كلي لمدة قد تتجاوز 6 دقائق، وهي مدة غير مألوفة في هذا النوع من الأحداث الكونية.

وكشفت وكالة الفضاء الأميركية (NASA) عن هذه الظاهرة منذ سنوات، ضمن سلسلة تنبؤاتها الدقيقة لحركات الأجرام السماوية، محددةً موعدها وموقعها الجغرافي بدقة علمية استثنائية. ويُطلق على هذا الحدث لقب "الكسوف العظيم لشمال إفريقيا"، إذ سيمتد مساره من جنوب إسبانيا، مروراً بالمغرب والجزائر وتونس، ليعبر نحو الشرق الأوسط وشرق القارة الإفريقية، حتى ينتهي في مياه المحيط الهندي. ويُتوقع أن يستقطب هذا الحدث النادر آلاف المهتمين والباحثين والسياح من مختلف أنحاء العالم.

وبحسب المعلومات التي وفرتها وكالة الفضاء "NASA"، سيمر الكسوف الكلي عبر ما يُعرف بـ"البقعة الكلية" التي يبلغ عرضها حوالي 275 كيلومتراً، وهي المنطقة التي تُحجب فيها الشمس بالكامل خلف القمر. وسيكون المغرب من بين الدول المحظوظة التي تقع في قلب هذا المسار، ما يجعله من أفضل الأماكن لمعاينة الظاهرة في أوضح صورها وأكثرها درامية.

ومن المنتظر أن تكون مناطق الجنوب والوسط المغربي مثل ورزازات، تزنيت، كلميم، وطانطان، من أبرز المواقع التي ستشهد الكسوف الكامل، وسط توقعات بأن تسجل سماؤها صفاءً جوياً يساعد على مراقبة دقيقة وسلسة. أما في باقي المناطق، فسيكون الكسوف جزئياً لكنه لا يقل إثارة.

تجمع هذه الظاهرة بين عاملين نادرين في آن واحد، منها وجود الأرض في أبعد نقطة لها عن الشمس، ويطلق على هذه الحالة فلكيا اسم "الأوج"، وتزامن ذلك مع اقتراب القمر من الأرض "الحضيض". هذا التداخل يجعل القمر يبدو أكبر حجماً في السماء، وهو ما يُمكّنه من حجب قرص الشمس كاملاً لفترة أطول من المعتاد.

كما أن المسار الاستوائي للكسوف، الذي يقلل من سرعة حركة الظل على سطح الأرض، يُضفي على المشهد بعداً درامياً يزيد من مدة الكسوف الكامل إلى حوالي 6 دقائق و23 ثانية في ذروته، ما يمنح المشاهدين تجربة نادرة من التحول اللحظي من النهار إلى الظلام، مع إمكانية معاينة الهالة الشمسية بالعين المجردة.

ويمثل هذا الحدث فرصة ذهبية للمغرب لتأكيد موقعه كوجهة فلكية وسياحية واعدة، حيث قد يتحول الكسوف إلى مناسبة علمية وثقافية، تجذب الخبراء في علم الفلك والباحثين، إضافة إلى الوكالات السياحية الترويج لعروض بيئية وثقافية.

كما يمكن للمغرب أن يستثمر هذا الموعد لاستقطاب زوار من أوروبا وإفريقيا وآسيا، خاصة في ظل الموقع الجغرافي المثالي وتنوع التضاريس والمناخ، ما يضعها في مقدمة الدول التي ستستفيد من هذا "العبور الكوني".

وتُعد وكالة NASA واحدة من أبرز المؤسسات العلمية التي ترصد وتحلل الظواهر الفلكية مثل الكسوفات والخسوفات، اعتماداً على معادلات دقيقة لحركة الأجرام السماوية. كما تُساهم مؤسسات أخرى مثل مرصد باريس الفلكي (IMCCE)، والمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، وجمعية الرباط لعلم الفلك، في تبسيط هذه المعلومات وتكييفها لصالح الباحثين والمهتمين في الدول العربية. 

وتُظهر هذه الظواهر كيف أن التنبؤ العلمي المدعوم بالحسابات الفلكية يمكنه أن يجعل من الفضاء أفقاً مشتركاً للبشرية جمعاء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار