: آخر تحديث

عبدالرحمن المشاري.. الطبيب البارع والخبير المبدع

1
1
2

عبده الأسمري

امتلك «الأصابع الذهبية» وملأ «المنابع الذهنية» بجميل الأثر وأصيل التأثير حيث مضى يقطف «ثمار» الطب» ويحصد «استثمار» المعرفة من عمق «الوفاء» إلى أفق «الاستشفاء» ليكون «الاسم» المشار إليه بوقع «الأسبقية» و«الرمز» المتفق عليه بواقع «الأحقية».

كتب جملته الاسمية من مبتدأ «الأماني» وخبر «التفاني» موظفاً «تفاصيل» الحرفة في خدمة «المعرفة» ليقف أمام بوابة «التاريخ» ممسكاً بزمام «الأولوية» ومتمسكاً بإلهام «الهوية» فكان كبير «الأطباء» الذي علمهم «معنى» الاحتراف في السر والجهر وخبير «الأوفياء» الذي أكسبهم «وميض» الإنصاف في المعروف والعرفان.

إنه الطبيب الشهير الدكتور عبدالرحمن المشاري - رحمه الله- أول طبيب من المنطقة الشرقية وصاحب أول مستشفى أهلي متخصص في النساء والولادة والأطفال تم افتتاحه في الرياض وأحد أبرز أطباء الوطن المتخصصين في السعودية والعالم العربي.

بوجه حساوي مسكون بألفة «عميقة» وتقاسيم «شرقاوية» تعكس جمال الصفات وجميل السمات وعينان تسطعان بنظرات «التروي» ولمحات «الرقي» وأناقة مهنية تتكامل على «رداء» الطب الأبيض الذي يشبه قلبه النابع بالصفاء ولباقة ذاتية تتماثل على «ذكاء» شخصي تتوارد منه ومضات «الفضائل» وشخصية جميلة «السيرة» نبيلة «المسيرة» مشفوعة بلطف المعشر وسمو الخلق ورقي التواصل ونبل التعامل ولغة «جهورية» تتسامى من صوت ذي لكنة حساوية في مجالس «الأهل» ومواقع «الأصدقاء» ولغة فصيحة حصيفة قوامها «مخزون مهني» ومقامها «مكنون معرفي» وخبرة عريضة في «غرف العمليات» بشواهد «الكفاح» ومشاهد «النجاح».

قضى المشاري من عمره «عقودا» وهو يملأ صفحات «الطب» بوقائع «التميز» ويرسخ بصمات «الإبداع» بحقائق «الامتياز» ويرسم «الجبر» هدفاً أمام «أمنيات» المرضى ويمنح «اليقين» ضياءً يبدد غسق «الوجع» ويؤصل «الصيت» صرحاً في ميادين «السمعة» طبيباً وخبيراً وقيادياً برع في مهنته وأبدع خلال مهمته وسطع في أفق الذكر الحقيق والشكر المستحق.

في مدينة «الهفوف» درة «الأحساء» الغنية بتخريج البارعين والمبدعين ذوي «الاتجاهات» الفريدة ولد عام 1935م في مساء صيفي وتناقل الحساويين النبلاء «المقدم الميمون» بالأهازيج الشرقية والمواويل الحساوية على «أنغام» ليالي «الوطن» المفعمة بإضاءات «البهجة» وإمضاءات «المهجة» التي تناغمت مع «مساءات» المشاركة و»إضاءات» المباركة.

تربى المشاري بين أب فاضل شهير بجود «اليد» وسخاء «الفعل» وأم عطوفة حنونة امتازت بين جيلها بحنان «الفؤاد» وامتنان «المسلك» حيث عاش طفولته في «كنف» أبوة «صادقة» و»حضن «أمومة» حانية متفانية فاكتملت في طريقة «عناوين» فاخرة من ضياء التوجيه و»تفاصيل» زاخرة من إمضاء التربية.

تعتقت نفسه صغيراً بنفائس واحات «الأحساء» وتسربت إلى أعماقه نسائم» الحصاد» المسجوعة بأنفاس «الكادحين» وارتسمت في ذاكرته نداءات «الصباح» الشرقي الموشحة بعبق «الطيبين» وتشربت روحه إشعاع «البكور» في صباحات «الهفوف» المشعة بسطوع «النهار» بين ثنايا «الشروق» في ملامح من «البساطة» وملاحم من «الجيرة».

ركض المشاري بين أقرانه بين ردهات «حارته» العتيقة المسكونة بأصول «الطيبين» متأملاً وجوه «البسطاء» على «عتبات» الترحال مقتنصاً منها «تجاعيد» الكدح ومقتبساً خلالها «ابتسامات» الفرح فنشأ وفي وجدانه «مضامين» النماء وفي قلبه «رياحين» الانتماء.

راقب المشاري «عقارب» الزمن متجاوزاً «عقبات» الانتظار وظل في «استعداد» مستبق لمواجهة «عواقب» التحدي» حيث ظل يكتب أحلامه على أوراقه الخاصة التي كان يخبئها بين «دفاتر» الواجب ومذكرات «الدروس» ليختصرها في توقيع «مبهج» ختمه بحرف «الدال» المبكر ليستقر في متن «الحقيقة» على ناصية «البرهان» في آفاق المستقبل.

درس المشاري في مدارس التعليم العام حيث أنهى تعليمه الابتدائي والإعدادي بمدرسة الهفوف الأولى والتي كانت تحت مسمى «المدرسة الأميرية» الشهيرة بالمدرسة الجامعة لما اشتهرت له من مناهج متميزة واحترافية تعليمية.

انتقل المشاري بعدها إلى مكة المكرمة لإتمام دراسته الثانوية بمدرسة العزيزية الثانوية مواصلاً تفوقه وتميزه حيث تخرج بتميز واختير ضمن عدد من الطلبة المتفوقين للابتعاث على نفقة الدولة إلى مصر لدراسة الطب بجامعة القاهرة وأتم دراسته في «قاهرة» المعز وتخرج منها وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1966م.

ولأنه مسكون بالعلا فقد واصل العلم والمضي في دروب «المعارف» حيث قرر التخصص في عدة مجالات طبية حيث تم ابتعاثه مجددًا إلى الخارج، وتوجه إلى إيرلندا وحصل منها عام 1968م على دبلوم التخصص في أمراض النساء والولادة من جامعة دبلن، ثم التحق بالعمل في مستشفيات روتندا بإيرلندا ومستشفى جورج بولتون ومستشفى برادفورد بإنجلترا كطبيب متدرب في جراحة النساء والتوليد.

بعد عمل «دؤوب» وجهد «مبارك» تيقن المشاري بأهمية المسؤولية الطبية والعملية والوطنية تجاه «الوطن» وأهله مستثمراً طاقاته «العلمية» ومسخراً خبراته «العملية» حيث قدم استقالته من الأعمال المناطة به وأنشأ أول مستشفى أهلي في الرياض متخصص في أمراض النساء والولادة والأطفال عام 1987م وحرص على تأثيثه وتجهيزه بأحدث الأجهزة الطبية العالمية واستقدم أمهر الكفاءات الطبية المتخصصة في هذا المجال وافتتح المستشفى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله حينما كان أميرًا للرياض في حفل كبير وحصل المستشفى على الاعتماد الدولي لجودة الخدمات الصحية من المجلس الكندي للخدمات الصحية.

حصد المشاري العديد من الألقاب واعتلى منصات التتويج بكفاءة واقتدار حيث تم أطلق عليه لقب «ذو الأصابع الذهبية» نظير كفاءته وتميزه في العلاج والجراحة والابتكار. وتم تصنيفه من قبل مركز كامبردج الدولي في عام 1995م كأحد أبرز العاملين في المجال الطبي في القرن العشرين وتم منحه في مارس عام 2010 جائزة «عمر من الإنجازات» من قبل المؤتمر الخليجي الخامس للإبداع العلمي في صحة المرأة، والذي انعقد بمدينة جدة تحت رعاية كل من منظمة الصحة العالمية والرابطة العربية لأمراض النساء والولادة والكلية الملكية البريطانية لأمراض النساء والولادة.

انتقل المشاري إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس الثاني من شهر أبريل عام 2016 من بعد صراع مع المرض، وتمت الصلاة عليه في جامع الملك خالد وتم دفنه بالرياض.

رحل المشاري بعد سنوات من العطاء قضاها في خدمة وطنه وفي تسخير إمكانياته وتوظيف مهماته رافعاً «راية» البدايات ومترافعاً عن غاية «الأولويات» ومستلهماً من «محطات الحياة» مآثر «العلوم» ومن «مراحل العمر» مناقب «الذات» حتى ترك ذكره في «المتون» المشرقة من الذاكرة البيضاء المفعمة بالنوايا الطيبة والعطايا المجيدة تاركاً من خلفه «ذرية مباركة» أشعلوا «قناديل» الاحتذاء على خطى «والد عظيم» وأضاؤوا «مشاعل» الاقتداء خلف خطوات «طبيب بارز».

عبدالرحمن المشاري.. الطبيب البارع والخبير المبدع والرقم الصعب الذي ملأ «معادلات» الذاكرة» بالناتج «الصحيح» وأبهج «معدلات» الاستذكار» بالانفراد المستحق.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد