إيلاف من الرباط: أجرى الجيش الأميركي، المشارك في تمرين "الأسد الإفريقي 2025" بالمغرب، عملية تقييم أولي لنتائج التمرين ، أشاد فيها إلدريدج براون، رئيس قسم التمارين في قوة المهام التابعة للجيش الأميركي بجنوب أوروبا، بدور المغرب في إنجاح التمرين.
وأفاد براون، في تصريح أعقب التقييم الأولي للمناورات، الجمعة باسبانيا، أن الرباط تظل "شريكاً حيوياً وموثوقاً" في جهود تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. وأضاف إن "الدعم الثابت واللامشروط الذي قدّمته المملكة المغربية يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا، ويترجم التزام الرباط بالتعاون الأمني والدفاعي متعدد الأطراف".
القاذفة الاميركية التي شاركت لاول مرة في التمرين
واعتبر براون أن مناورات "الأسد الإفريقي" شكلت منصة متقدمة لتعزيز قابلية التشغيل البيني، وبناء الثقة بين القوات المتحالفة، ومواجهة التحديات الأمنية في المسرح الإفريقي، مشيرا إلى أن استضافة المغرب لهذه المناورات، وتوفير الظروف المثلى لتنفيذها، يؤكدان الدور المحوري للمملكة المغربية في الشراكة العسكرية مع واشنطن.
من جانبه، أثنى الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، على دور الرباط، وقال "أود أن أشكر المغرب على استضافته لمناورات الأسد الإفريقي، وعلى مساهمته في تعزيز أمننا واستعدادنا الجماعي من خلال هذا التدريب متعدد الجنسيات والمكثف".
جانب من مناورات "الأسد الإفريقي 2025"
تعاون عسكري متنامٍ
وتواصل الولايات المتحدة والمغرب تعزيز تعاونهما العسكري من خلال مناورات "الأسد الإفريقي 2025"، التي تُعدّ أكبر تمرين عسكري سنوي في القارة الإفريقية. وشاركت في هذه النسخة أكثر من 50 دولة، من بينها فرنسا، المملكة المتحدة، وإسرائيل، بإجمالي نحو 10 آلاف جندي.
وفي سياق المناورات، نفذت القوات الأميركية والمغربية عملية عسكرية مشتركة، حملت اسم "وحيد القرن القوي"، يوم 23 مايو، شاركت فيها قاذفة من طراز B-52H Stratofortress أقلعت من أوروبا، قبل أن تلتحق بها طائرات F-16 من سلاح الجو الملكي المغربي في تدريب تكتيكي مشترك.
وقال المقدم فينسنت نويل، من سلاح الجو الأميركي، "نتدرب على الاندماج في أي مسرح عمليات في العالم، والتصرف بحزم، وإبراز ما تعنيه قوة القتال الموثوقة".
تنويع مجالات التدريب والجاهزية الصحية
شملت التدريبات في المغرب مجالات متعددة، من بينها التخطيط العملياتي المشترك، والدفاع السيبراني، وإدارة التواصل العمومي، وفقاً لما أفادت به السفارة الأميركية في الرباط. وركّزت هذه المهام على الاستجابة للتهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، فضلاً عن تنسيق الجهود في مواجهة الحوادث ذات الحدة العالية.
كما تضمنت المناورات تنفيذ عمليات في مجال الرعاية الصحية، حيث قدّمت الفرق الطبية الأميركية خدمات لأكثر من 1200 شخص في المغرب وغانا والسنغال. واعتبرت القيادة الأميركية أن هذه المبادرات تندرج في إطار "تعزيز قابلية التشغيل البيني بين القوات المشاركة ورفع الجاهزية الجماعية للاستجابة للأزمات والظروف الطارئة في إفريقيا وحول العالم".