إيلاف من الرباط: وجه عبد الرحيم العلام، بصفته رئيسا لاتحاد كتاب المغرب، الأحد، انتقادات شديدة لمحمد برادة الرئيس الأسبق لاتحاد كتاب المغرب، على خلفية وصفه للعلام بالرئيس الذي "يتحايل على القانون"، ودعوته الدولة لأن تتدخل، لأنها الجهة التي يجب أن "تتصارع مع هذا الرئيس".

عبد الرحيم العلام
وقال العلام، في معرض رسالته التوضيحية، التي تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منها، مخاطبا برادة، إن "تصريحك، وإن بدا بنبرة عدائية لا علاقة لها بما عهدناه فيك من تأن وحكمة وبعد نظر، كان من المفروض أن يتضمن تساؤلا عن الأسباب الحقيقية لأزمة الاتحاد المصطنعة، وعمن تعمد تعطيل مساره وزمنه وعقد مؤتمراته، وقد تنكروا لقيم الحوار والمسؤولية، مغلبين مصالحهم الانتهازية الوهمية وتجاذباتهم الشخصية الضيقة على مصلحة الاتحاد". وأضاف: "إن ما صدر منك أستاذنا لا يخدم الاتحاد في شيء، بل يسيء إليه وإلى تاريخه، وإنني إذ أرد على تصريحك، فلست أفعل ذلك دفاعا عن شخصي وعن المكتب التنفيذي فقط، بل دفاعا عن مؤسسة عريقة يجب أن تبقى فوق الأهواء والاتهامات المجانية، فلك أن تختلف، ولكن ليس لك أن تتهم دون بينة".
تصريحات برادة
خلال لقاء احتفائي بمساره، نظمته، أخيرا، وزارة الثقافة ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، تطرق برادة إلى الأوضاع داخل اتحاد كتاب المغرب، مشيرا إلى أن العلام "يتحايل" على القانون للاستمرار في الرئاسة.
وشدد برادة على أن حل "الأزمة"، التي يعيش اتحاد كتاب المغرب على إيقاعها، يقع على عاتق الدولة التي "يجب أن تتصارع مع هذا الرئيس الذي يوجد بدون شرعية". ورأى أن "من حق الدولة أن تحافظ على هذه الجمعية الثقافية التي تكاد تكون الوحيدة التي تمارس هذا النوع من الحوار الديمقراطي".
تصريحات "مغرضة"
قال العلام، في مفتتح رسالته إلى برادة، إنه لم يكن يرغب في الرد على ما صدر من الرئيس الأسبق من "تصريحات مغرضة"، احتراما له ولموقعه الرمزي والاعتباري، ولما قال إنه يكنه له من ود وتقدير.
وتحدث العلام عن علاقته ببرادة، وقال إنها مبنية على احترام ومحبة "ستظل قائمة وممتدة فينا وفي غيرنا من الأجيال، لكونها قد تأسست على أرضية محبة صلبة، جمعت، في بدايتها، ذلك الطالب الذي كنتُه بأستاذه الذي سيظل".
واستحضر العلام أمثلة لكثير من المحطات "الجميلة والراسخة"، والتي قال إنها كانت دائما تضعه في "مرتبة ذلك الصديق الذي كنته وسأظل".
وشدد العلام على أن كل هذا حدث في فترات زمنية سابقة، "ستظل موشومة في ذاكرتي، قبل أن يدرك بعضهم، متأخرين، أن قلب السي محمد برادة، يسع البلاد والعباد، وإن فاتهم إدراك استحالة امتداد قلبه في جماعة المفترين والانتهازيين، فسلك بعضهم، للأسف الشديد، طريقا آخر ملتويا، فوصلوا متأخرين، يتامى، إلى "صداقتك"، لكنه وصول ظل موقوف التنفيذ وبلا طعم ولا رائحة، بل بنكهة الانتهازية التي لا تخفى على أهل الفهم والذاكرة".
وتطرق العلام إلى التصريح الأخير لبرادة، وقال، مخاطبا هذا الأخير: "إن بدا أنه نابع من غيرة متأصلة فيك ومشهود لك بها على اتحاد كتاب المغرب، في حرصك التاريخي على استمراريته متوهجا، لكنه يضمر في طياته، في الوقت نفسه، سوء نية مؤسَسة، للأسف الشديد، على معطيات مغلوطة ومتهافتة".
وشدد العلام، في هذا الصدد، على أن "الانتماء إلى اتحاد كتاب المغرب، يفرض علينا جميعا احترام المؤسسات والقوانين، لا تبخيسها أو الطعن في شرعيتها على هوى انفعالات شخصية وحسابات ضيقة؛ فقد كنتَ للأسف ناطقا غير رسمي بغير علم".
"تدخل" الدولة
قال العلام إن الدعوة لـ"تدخل" الدولة لحل مشكل الاتحاد، "تتنافى مع المبادئ التاريخية التي تأسس عليها الاتحاد"، القائمة على "مبدأ" الاستقلالية. وأضاف، موضحا: "وهو الحرص نفسه الذي جعلنا اليوم نُعاقب من قبل وزارة الثقافة، لأننا لم ننسق وراء مقترح مشكور من السيد الوزير، لكونه يتعارض، في العمق، مع مبدأ استقلالية منظمتنا التاريخي، وبالتالي لا يمكن لهذا المكتب التنفيذي، بمن بقي فيه من أعضائه الشرعيين والأوفياء، أن يفرط في ذلك المبدأ، فالاستقلالية مصدر قوة اتحادنا الرمزية وصمام أمان شرعيته، وشخصيا سبق لي أن نبهت السيد الوزير إلى هذا المبدأ في أحد اجتماعاتي بسيادته، وأعقبت ذلك برسالة، تضمنت الموقف نفسه الذي اتخذه المكتب التنفيذي في اجتماع رسمي".
وأضاف العلام، مخاطبا برادة: "صدقني أستاذنا، لم أكن أعرف من قبل أن حجمي هو بحجم الدولة التي تؤلبها اليوم علي... ثم إن اللجوء إلى الدولة بدل الاحتكام إلى الآليات الداخلية التي تؤطر عمل الاتحاد، يشكّل انزلاقًا غير مسبوق في الخطاب، يُهدد استقلالية الاتحاد ويحوّله إلى مؤسسة تحت الوصاية، وهو أمر نرفضه بشكل قاطع، دون أن أحتاج إلى تذكيرك بأن الدولة، ممثلة في السلطة القضائية، هي كلية الحضور وليست في حاجة إلى دعوتك لها، فقد سبقت الاستجابة القانونية دعوتك لها، في انتصار أحكامها القضائية المتعاقبة لشرعية رئيس الاتحاد وشرعية المكتب التنفيذي، وليس للدعوات المغرضة الفاقدة للمصداقية".
"نبرة عدائية"
قال العلام إنه كان ينتظر من برادة أن يفكر في بعض أصدقائه المقصيين من المشاركة في دورات المعرض، وأن يدعو الدولة إلى تكريمهم، هم أيضا، ضمن فقرات المعرض، ممثلا بالكاتب إبراهيم السولامي والكاتب محمد عز الدين التازي. وشدد على أن "المعرض معرض الدولة المغربية ونفقاته من المال العام، ومن حق كتابنا أن تدرج أسماؤهم ضمن "لائحة المحظوظين"، ممن يتناوبون على دورات المعرض ويتسلمون من الوزارة، مشكورة على صنيعها والتفاتتها الجميلة تجاه كتابنا، مكافآت مالية محترمة، فقط لأن لبعضهم بنت خالهم في العرس، مع أن الطبيعة لا تحب لا "الفراغ ولا التكرار".
وأضاف: "لا أنكر أن تصريحك، وإن بدا بنبرة عدائية لا علاقة لها بما عهدناه فيك من تأن وحكمة وبعد نظر، كان من المفروض أن يتضمن تساؤلا عن الأسباب الحقيقية لأزمة الاتحاد المصطنعة، وعمن تعمد تعطيل مساره وزمنه وعقد مؤتمراته، وقد تنكروا لقيم الحوار والمسؤولية، مغلبين مصالحهم الانتهازية الوهمية وتجاذباتهم الشخصية الضيقة على مصلحة الاتحاد، في تجاهل تام لـ "ميثاق الشرف" الذي كنت أنت قد أشرفت على صياغته في سبعينيات القرن الماضي، وضدا على مبادئ الاتحاد وقوانينه التي تأسس عليها. فكيف يعقل اليوم، والحالة هذه، أن يصدر عنك موقف يزكي الانزياح عن مبادئ الاتحاد، وأنت تلتمس حلول الخارج قبل مساءلة الداخل؟".
"الدولة على علم"
قال العلام إنه كان ينتظر من برادة أن يتحرّى ويتأنى قليلا، مشيرا إلى أن "الدولة على علم تام بجميع التفاصيل والافتراءات والمغالطات، حيث قامت مؤسستها القضائية بدحضها في أحكامها الستة، ابتدائيا واستئنافيا واستعجاليا، وليس وفق سرديات مغلوطة ومهرولة". ورأى أنه كان على برادة أن يتخذ "مسافة نقدية عادلة"، ويتلمس الحقيقة في مظانها، كما فعل القضاء في أكثر من مناسبة، في استناده إلى قوانين الاتحاد وحقائق الأمور، "مستبعدا بذلك ترهات البلطجيين، إلا متى كان لك موقف من القضاء. لكنّك أستاذنا الجليل، وللأسف الشديد، آثرت المنبر على البصيرة، والمناسبة على التاريخ، فكنا ننتظر من السي محمد أن يقودنا إلى فكر نقدي متنور لا إلى باب الوصاية، الذي لن يقود اتحادنا سوى إلى انحدار مزلزل".
اتهام "باطل" و"توريط"
انتقد العلام اتهام برادة له "بالرئيس المتحايل على القانون". وقال، مخاطبا الرئيس الأسبق لاتحاد كتاب المغرب: "أنت تعلم أنه اتهام باطل ومغرض وخطير، لا يليق بك أستاذنا ولا بمقامك، ولا يستقيم لا من حيث النبرة والمبدأ ولا من حيث الواقع والمآل، مع ما يدخل في باب اتهامك من قذف وسب وتشهير وافتراء وتحريض وتغليط للرأي العام، ومن تحامل على القضاء وأحكامه التي يصدرها باسم صاحب الجلالة، كما أنه اتهام لا ينسجم مع التقاليد الأخلاقية للنقاش الثقافي الذي لطالما دافعت أنت عنه، فالتحايل يكون حين تُخرق القوانين ويُدار الظهر للمساطر، أما ما قمتُ به أنا، بمعية المكتب التنفيذي، فكان سلوكا منضبطا، مؤسسا على المقتضيات التنظيمية والقانونية التي تحكم الاتحاد".
وأضاف العلام: "إنك السي محمد باتهامك ذاك، إنما تطعن في مواقفك وفي القضاء الذي قال كلمته في مناسبات مختلفة، في انتصاره لمؤسسة الرئيس ولأجهزة الاتحاد الشرعية، وهو ما تحاملت عليه أنت بتصريحك ذاك، إلا متى كنت تجهل قوانين البلد، وقبل ذلك هل اطلعت سي محمد على قانون الاتحاد الحالي، فقد خضع للتعديل عدة مرات، وعدلته اللجنة التحضيرية لمؤتمر طنجة، وعلى مدى خمسة اجتماعات، بما ينسجم وتحول الاتحاد إلى مؤسسة.. أشك في ذلك، مادام أن البلطجيين أنفسهم لم يطلعوا عليه، وإلا لما هرولوا نحو القضاء، يجرون خلفهم جهلهم القانوني وخيبتهم المقيتة... لربما قد نسيت أستاذنا وأنت تعتلي المنبر أن "الكاميرا كانت شاعلة"، أمام نشوة التصفيق الذي كُلفت به عينة من الحاضرين، كانت مجبرة على الحضور، عدا أن بعض البلطجيين الجدد هم من سربوا شريط الفيديو الذي يوثق تصريحك، لتوريطك والإساءة إلى تاريخك ووضعك الاعتباري، وأنت كنت تظنهم مريدين".
أزمة بنيوية
قال العلام إن ما صدر من برادة "لا يخدم الاتحاد في شيء، بل يسيء إليه وإلى تاريخه". وأضاف أن ما يعيشه الاتحاد من "أزمة بنيوية داخلية"، ليس وليد اليوم. وأضاف، مخاطبا برادة: "أزماته تخلقت مع جيلكم وامتدت إلى أجيال أخرى، ولست في حاجة لتذكيرك بهذا التاريخ، ولم تكن أزمات الاتحاد تحل بالاتهامات الجاهزة ولا بإقحام الدولة، بل بالحوار الديموقراطي الصريح، وبأن يتحمل الجميع مسؤوليته كاملة أمام الاتحاد والتاريخ، وإلا لاتهموك بدورك، في هذه الحالة، بانقلابك على الرئيس الأسبق الأستاذ عبد الكريم غلاب؟ لقد كنت السي محمد من رموز هذا الكيان، لذا، كان الأجدر بك أن توجه كلامك إلى من تسببوا في الأزمة وعرقلة عقد مؤتمرات الاتحاد، ومن جعلوا من الانقسام منبرًا لشرعنة الشلل، لا إلى من تحمّل مسؤولية الاستمرار في صون مؤسسة ثقافية وطنية، وأن تترك البوصلة في موقعها الصحيح، داخل الاتحاد لا خارجه، ودعنا نداوي الجروح من داخل بيتنا العتيق، فالفكر حر والقرار نسبي، واتحادنا لن يبيع قضيته ولن يسلم مشاكله لغير أهله، كي لا يزداد المشهد هشاشة والتباسًا. فما نحن بحاجة إليه، في هذا المفترق، ليس تدخّلًا خارجيًا ولا افتراء داخليا، بل شجاعة في تحري الحقيقة والجهر بها، ونزاهة في توزيع المسؤوليات، وصدقًا في الانتصار لما تبقّى من روح الاتحاد".
بعد جغرافي
قال العلام إن رسالته المفتوحة إلى برادة، لا تتغيا سوى أن تضع هذا الأخير في صلب حقيقة ما جرى، وتوضيح بعض الأمور التي ربما تكون قد فاتته، جراء بعده الجغرافي عن الوطن وعن نبض الواقع الثقافي المحلي وعما يجري داخل الاتحاد، ف"غابت" عنه كثير من المعطيات و"التبست" عليه التفاصيل، و"متى ابتعد المرء عن الميدان، ضعف حكمه، وخفت رؤيته، ووقع، دون قصد، في محاذر الانحياز. فمن لا يملك المعطيات الدقيقة، ولا يتابع مجريات الأمور عن كثب، لا يحق له أن يصدر أحكاما عامة وطائشة، تفقد الموقف مصداقيته، وتزيد المشهد التباسا".
حصيلة
قال العلام، مخاطبا برادة، إنه يتحدث كمكتب تنفيذي وكاتحاد، وليس بصفته رئيسا، "كما كان يستطيب بعضهم ذلك، في زمن مضى، وبتعابير جاهزة "عهد فلان وولاية علان"، فالفترة هي فترة المكتب التنفيذي وأجهزة الاتحاد الأخرى المنتخبة شرعيا وقانونيا، أما المناصب الوهمية، فهي فقط للتسيير، وليست ذات "نزعة ديكتاتورية"، حيث كان الرئيس هو الآمر الناهي، هو وحده من أنجز وهو وحده من مر من هنا، أما نحن، فقد تعودنا فقط على الاشتغال وأداء الرسالة، أما التبرير فتركناه للبلطجية لكي يواصلوا عبره عماءهم ويباشروا عملياتهم التدميرية الرخيصة تجاه منظمتنا".
وتوسع العلام في تقديم عدد من "التوضيحات التاريخية" للعمل الذي تم القيام به، من باب إحاطة بقية أعضاء الاتحاد والرأي الثقافي العام، بما "يكون قد خفي عنهم أو تناسوه في زحمة الوقت المغربي، حيث تفشت موضة المغالطات والافتراءات، والتي لن تخدم اتحادنا ولا مؤتمره الاستثنائي المقبل في شيء، إلا ما تعلق بألفة استساغها البعض وسيلة للتحكم، لن يكون الاتحاد أبدا مجالا لها".
وتحدث العلام عن إدراك المكتب التنفيذي، منذ نهاية ولايته مع نهاية سنة 2015، مدى مسؤولية مباشرة الإعداد لعقد المؤتمر الوطني التاسع عشر؛ قبل أن يشدد على أنه عاد "مُكرها فقط" إلى مهمته ومسؤوليته، "لا راغبا في مواصلة تولي منصب عابر، كما يدعي المغرضون، عدت، بمعية إخوتي ممن واصلوا النهوض بمسؤولياتهم في المكتب التنفيذي بكل تفان ووفاء، لنحمي الاتحاد من هؤلاء البلطجية، ولنصون مسؤولياتنا التي قلدنا بها الأعضاء في مؤتمر الرباط، من منطلق التزامنا الفكري والأخلاقي تجاه منظمتنا، فمن يصون المؤسسة لا يقوضها، ومن يحمل هم استمراريتها لا يفرح بتعطيلها، ومن ينتمي إلى مدرسة النقد والمساءلة لا يمكن أن يكون تلميذا في صف المؤامرة. أقول، عدنا قبل أن يستفحل الوضع إلى ما لا تحمد عقباه، وتقع الجريمة بمقر الاتحاد لا قدر الله... وهنا أسألهم أمامك السي محمد، لماذا لم يقوموا بعقد المؤتمر وقتها وقد كانوا أحرارا طلقاء، ومر على مكوثهم بمقر الاتحاد زمن غير يسير، وكان هذا البعبع الذي يخيفهم المدعو العلام، منزويا، هناك بعيدا، وقد تركهم في غيهم يعمهون".
كما تحدث العلام عن حصيلة الاتحاد على مستوى الأنشطة الثقافية، ومكسب مركب "دار الفكر"، الذي تم الانتهاء من تشييده وتجهيزه منذ سنوات.
كما تطرق إلى الحضور الثقافي الوطني والعربي والدولي للاتحاد، وقال إنه "متعدد ومتنوع، بما يعكس حجم حضوره الكبير والمضيء والمكثف". وأشار إلى "توسيع المكتب التنفيذي لانفتاح الاتحاد على محيطه العربي والدولي، عبر مزيد من أشكال حركيته الدبلوماسية، مع استعراضه "مواقف الاتحاد تجاه القضايا الوطنية والعربية والدولية"، واهتمامه بالوضع الصحي للكتاب المغاربة؛ فضلا عن "فتوحات المكتب التنفيذي داخل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب".
وشدد العلام على أن "الحصيلة كبيرة وثقيلة ومشرفة"، و"موثقة" بكل "عناية وشفافية"، في جانبها الأدبي والمالي، إلى حدود مؤتمر طنجة. وخاطب برادة: "إذا فكرنا في إجراء المقارنات، فلن تستقيم المعادلة ولن تتساوى الحصيلة، بين زمن ولى، هيمنت فيه الإيديولوجية الحزبية الضيقة، وراهن ممتد، جعلنا نحن فيه الاتحاد، منذ مؤتمر الرباط، يتنفس هواء الاستقلالية والحرية، بعيدا عن سطوة الحزب وتحكم البلطجية".
احتكار رمزي للشرعية
خلص العلام إلى أنه حاول في رسالته أن يستبعد، ما أمكن، أن تكون تصريحات برادة تدخل ضمن "ملامح "صراع الأجيال"، ليس بالمعنى البيولوجي أو الزمني فقط، بل من حيث هو اختلاف في الرؤية والتصور حول دور المثقف وموقع المؤسسة، وحتى حول من له الحق الرمزي في تمثيل الذاكرة الجماعية للاتحاد، خارج الاحتكار الرمزي للشرعية الثقافية، وخارج من هو الأجدر بتوصيف أزمة الاتحاد ومعالجتها، دون أن نلغي نحن في المكتب التنفيذي ذلك الامتداد المشرف والضروري لدور الحكماء والعقلاء والغيورين".