: آخر تحديث

السخرية والازدراء

2
2
2

عبد الله سليمان الطليان

السخرية والازدراء هما خصلتان فطريتان في داخل كل نفس بشرية تظهر بالمواقف أحياناً أو تبقى خفية مع الوقت، ولكنها في الغالب تظهر في الكثير من المواقف، وخاصة في عصرنا الحاضر، وهما مذمومتان منذ عهد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، حيث نزلت فيهما آيات من القرآن الكريم في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ، وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ، بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ، وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، وهما من بقايا الجاهلية نزلت فيهما تلك الآيات لعظم أثرهما على المجتمع.

نأتي لواقعنا اليوم الذي استشرت فيه السخرية على نحو كبير مع التغير المعيشي والتحصيل المادي الذي هو العنوان الأبرز على تعاظم تلك السخرية، مع عدم إغفالها في الهيئة والشكل التي نراها تمر بشكل دائم بعد نظرة عابرة مؤقتة تمعن في تفصيل الجسد، وتكون لدى النساء أكثر وقعاً من الرجال، زادها في ذلك فارق الغنى والفقر الذي ألهب هذه السخرية.

لقد أصبح الفارق المادي العنوان الرئيس لتلك السخرية والنظرة الدونية، قد نجد عبارات (إنك لن تقدر أن تحصل على هذا الذي أمتلكه إنه من متجر كذا وكذا، أو لقد طلبه لي خصيصاً أو لقد سافرت إليه)، وهي عبارة تشمل الجنسين، والنساء هن أصحاب هذه المعركة التي يخرج معها التجار منتصرين في الربح، سلاحهم برامج التواصل الاجتماعي الآن، ونحن هنا لا نعطي صفة التعميم ولكنه يكاد يكون شبه طاغٍ وبل ويزداد تأثيراً.

أتمنى أن يدرك أصحاب العقول البصيرة عظم السخرية والازدراء في حياتنا ونحن نرى أثرهما البالغ في القضاء على صلة الرحم والقرابة والصداقة والمعرفة والجيرة القديمة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد