تغريد إبراهيم الطاسان
كل يوم يثبت هذا الوطن أنه بين الكبار، ليس بالانضمام فقط إلى مجموعة العشرين، بل بترسيخ حضوره بين أقوى اقتصادات العالم من خلال العمل الدؤوب، والإنجاز المتسارع، والرؤية الواضحة التي تحوّل الطموحات إلى واقع ملموس.
فالمملكة لا تكتفي بالمكانة التي حققتها، بل تواصل تعزيزها بالمشاريع العملاقة، والسياسات الاقتصادية المتوازنة، والتحولات الشاملة التي تشمل مختلف جوانب الحياة.
في المشهد التنموي، تتوالى المؤشرات التي تؤكد أن العمل يسير بوتيرة متسارعة، وأن الإنجاز أصبح سمة المرحلة لا مجرد هدف مؤجل. فالمشاريع الكبرى ليست مجرد حبر على ورق، بل هي واقع يراه الناس في المدن التي تتجدد ملامحها، وفي الخدمات التي تتطور، وفي الفرص التي تتسع أمام الشباب في مختلف القطاعات. هذا الإيقاع السريع لا يأتي مصادفة، بل هو ثمرة رؤية واضحة وخطط محكمة تضع الإنسان في قلب التنمية، وتربط بين الطموح والعمل الميداني برباط وثيق.
اليوم، تتشكل بيئة جديدة تحفّز الاستثمار، وتدعم الابتكار، وتفتح مجالات واسعة أمام القطاع الخاص ليكون شريكًا فاعلًا في صياغة المستقبل.
لم يعد النشاط الاقتصادي مقتصرًا على مجالات تقليدية، بل تجاوزها إلى الصناعات المتقدمة، والتقنيات الحديثة، ومشاريع الطاقة النظيفة، بما ينسجم مع الاتجاهات العالمية نحو التنمية المستدامة.
هذا التنوع في المصادر والفرص يعزز متانة الاقتصاد ويجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات والتقلبات.
وفي هذا السياق، جاء استعراض مجلس الوزراء لمعدلات إنجاز الاستراتيجيات والبرامج الوطنية كمؤشر على أن المسار يمضي في الطريق الصحيح، وأن المستهدفات الموضوعة تتحقق على أرض الواقع بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا.
هذه المراجعة ليست إجراءً روتينيًا، بل انعكاس لثقافة عمل جديدة تقوم على المتابعة الدقيقة، وقياس النتائج، وربط التخطيط بالتنفيذ في دورة متكاملة.
ما يميز هذه المرحلة أن التحولات لا تقتصر على الاقتصاد أو البنية التحتية فحسب، بل تمتد إلى جودة الحياة، والتعليم، والصحة، والثقافة، والبيئة.
فالمدن باتت أكثر حيوية، والبرامج الاجتماعية أكثر تأثيرًا، والفرص الوظيفية أكثر تنوعًا، في حين يواكب التطوير المؤسسي وتبسيط الإجراءات الإدارية هذا الحراك الكبير، مما يعزز ثقة المواطن والمستثمر على حد سواء.
إن تسارع وتيرة الإنجاز يجعلنا أقرب من أي وقت مضى إلى ترجمة الأهداف الطموحة إلى واقع ملموس، ويؤكد أن التنمية ليست مشروعًا مؤقتًا، بل مسارٌ مستمرٌ يتجدد ويتطور مع الزمن.
ومن هنا، فإن المرحلة المقبلة تحمل وعودًا أكبر بالازدهار، واستمرار البناء على ما تحقق، واستثمار كل فرصة لتعزيز المكانة الاقتصادية للمملكة على المستويين الإقليمي والعالمي، لتبقى مسيرة الإنجاز مفتوحة على أفق بلا حدود.
وهنا يأتي الدور الأهم للشباب، جيل الحاضر وصنّاع الغد، ليكونوا في قلب هذه النهضة، مبادرين بالأفكار، مستثمرين في الفرص، ومشاركين في صياغة المستقبل. فالمجال واسع، والأبواب مفتوحة، والطموح لا سقف له لمن أراد أن يترك بصمة تُخلّد اسمه في سجل الإنجاز السعودي.