ليس تخديرًا، ولا تهويلًا، ولا إحباطًا، ولا هي والعياذ بالله قراءة للكف أو تنجيمًا؛ بقدر ما هي قراءة للمشهد قبل أن ينطلق الموسم، وقبل أن يبدأ الدوري السعودي، المشهد الذي يبدو فيه النصر صيف هذا الموسم متفوقًا على نفسه ماديًا، أمَّا تفوقه الإنفاقي على أقرانه فهو ليس بالجديد!.
ليس لأن النصر هو أكثر أندية الصندوق قدرة على إنهاء الصفقات الجديدة بقيم مالية عالية وبسرعة وديناميكية فائقة وهو كذلك؛ بل لأنه كذلك الأكثر قدرة على التخلص من محترفيه الأجانب لا تزال عقودهم سارية، مهما كانت فاتورة التخلص منهم، وبغض النظر عن قيمتهم الفنية التي لا يمكن التقليل منها حين نتحدث عن المهاجم الكولومبي جون دوران الذي وقع معه النصر قبل أشهر بسيطة عقدًا يمتد إلى صيف 2030 بـ77 مليون يورو دفعها لأستون فيلا الإنجليزي بخلاف رواتب اللاعب، أي بمعدل 15.5 مليون يورو سنويًا ثم أعاره لموسم كامل لصالح فنربخشه التركي مقابل 4 ملايين دولار فقط، والبرتغالي أوتافيو الذي جاء من بورتو بعقد مدته 3 سنوات بقي منه سنة مقابل 60 مليون يورو دفعت للنادي البرتغالي بخلاف رواتبه، والإسباني الدولي لابورت الذي قدم للنصر من مانشستر سيتي بعقد يمتد لـ3 سنوات مقابل 26 مليون يورو، وراتب سنوي قدره 16 مليون يورو، وقد تبقى من عقده مع النصر سنة كاملة، والحارس البرازيلي بينتو ماثيوس الذي وقع معه النصر في الصيف الماضي عقدًا يمتد لـ4 مواسم بقي منها 3 مواسم بقيمة تصل إلى 18 مليون يورو لناديه البرازيلي وبراتب سنوي قدره 6 ملايين يورو، والحديث قد يطول ويمتد إذا ما أردنا الرجوع لأسماء سابقة تخلص منها النصر الموسم الماضي بدون النظر لمبدأ الربح والخسارة مثل تاليسكا الذي سبق زميله دوران إلى تركيا، وفوفانا الذي اشترى النصر عقده من لانس الفرنسي بـ30 مليون يورو وأعاره مجانًا للاتفاق، ثم أعاد بيعه لرين الفرنسي بـ20 مليون يورو مستفيدًا منه موسمًا واحدًا فقط!.
كل هذه الفواتير مع الفاتورة المهولة لتجديد عقد رونالدو لم تؤثر على قدرة النصر على عمل استقطابات جديدة في هذا الصيف، بل هو الأقوى حتى الآن، ولا يزال الباب مفتوحًا له لمزيد من المخالصات، ولمزيد من الاستقطابات، وإن كان خورخي خيسوس سيشاهد الكثير من الفروقات بين تجربته كمدرب للهلال وبعد ذلك للنصر فإنه شاهد وسيشاهد ميزة النصر في هذا الجانب، ولن يُرد له ولابن جلدته قائد الفريق رونالدو طلبًا أو تترك في خاطره رغبة كما كان يحدث له مع الهلال، والأكيد أنه لن يطلب لاعبًا ويراه بعد فترة في أندية منافسه كما حدث مع جالينو!.
في مكان آخر غير بعيد (جغرافيًا) عن النصر هناك من لا يزال فترة تسجيل بعد أخرى يعجز عن التخلص من لاعب برازيلي اسمه لودي، ولا تستغرب إن شاهدت كايو في قائمة الهلال النهائية كلاعب مواليد على الرغم من ثبوت عدم قناعة إنزاغي بقدرات اللاعب، وعلى الرغم من حاجة الهلال حتى الآن لتدعيم صفوفه ودكته بأكثر من لاعب، وهي الحاجة التي لا يملك معها رفاهية إبقاء محترفين أجانب أو محليين لا يصنعون الفارق!.
ما ذكرته هو واحد من أهم أسباب ترشيحي للنصر، أما الأسباب الأخرى فقد أتطرق لبعضها ما استطعت في وقت لاحق، وأترك البعض الآخر لفطنة القارئ، وللوقت الذي قد يكشف الكثير في موسم جديد يبدو فيه شغف نصر رونالدو وعشاقه على تحقيق شيء مع النصر بعد 3 مواسم صفرية هو العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة!.