: آخر تحديث

نتنياهو.. وخريطة إسرائيل الكبرى

2
1
1

عماد الدين حسين

«أشعر بارتباط قوي برؤية إسرائيل الكبرى وأعتبرها مهمة تاريخية وروحية تشترك فيها أجيال اليهود الماضية والحاضرة والمستقبلية، وكل جيل يسلم المهمة إلى الجيل اليهودي التالي».

عدد كبير من العرب لم يكن يصدق فكرة «إسرائيل الكبرى» وكان يعتبرها إما مجرد مبالغات من المتطرفين العرب، أو مجرد أحلام لفئات قليلة من المتطرفين الإسرائيليين،.

ولكن ما هي خريطة إسرائيل الكبرى التي أثارت كل هذا القدر من الجدل في المنطقة؟

هذا المصطلح أو «أرض إسرائيل الكاملة»، حسب التفسير التوراتي تمتد من نهر النيل في مصر، إلى نهر الفرات في العراق، وبالتالي تشمل كل المنطقة الواقعة بين النهرين.

وحتى سبتمبر 2023 كان مفهوم إسرائيل الكبرى يكاد يكون محصوراً في كتابات وأفكار غلاة المتطرفين الصهاينة، وخصوصاً بعد اتفاق أوسلو عام 1993 الذي جعل إسرائيل تتحدث أحياناً عن عزم ممانعتها في فكرة حل الدولتين حتى لو كان الكلام نظرياً ومجرد كلام بلا أي أساس على الأرض.. لكن في منتصف سبتمبر 2023 أي قبل عملية طوفان الأقصى بثلاثة أسابيع تقريباً، وقف نتنياهو يخطب في الجمعية العامة للأمم المتحدة وعرض خريطة تظهر الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن حدود إسرائيل، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتخلى فيها إسرائيل علناً عن حل الدولتين.

الإجابة ببساطة أن الخطورة الآن تنبع من أن هذه ليست مجرد تصريحات رجل دين يهودي أو متطرف يميني، أو إعلامي إسرائيلي، يريدون بها دغدغة مشاعر اليمين الديني المتطرف، لكن الخطورة أن الذي يقولها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه، والأكثر خطورة أن مجمل السلوك والتحرك الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 يتضمن خطوات عملية لتنفيذ هذه الأحلام والتمنيات على أرض الواقع.. فحينما تواصل إسرائيل تدمير قطاع غزة، وتعلن رسمياً أنها تجري مفاوضات مع دول بعينها لتهجير الفلسطينيين إليها، وعندما تواصل تهويد الضفة، واحتلال المزيد من الأراضي السورية وعدم الانسحاب من جنوب لبنان، وقصف إيران والتحرش بمصر، فهذا ليس مجرد تصعيد لفظي لإرضاء المتطرفين، أما جوهر الخطورة فهو أن المتطرفين هم الذين يحكمون إسرائيل فعلياً الآن.

حسناً جاءت ردود الفعل العربية، وخصوصاً إدانة الخارجية المصرية لتصريحات نتنياهو، وطلبها إيضاحات لمعنى هذه التصريحات مؤكدة أنه لا حل إلا بإقامة دولة فلسطينية على حدود يونيو 1967.

وأكدت الخارجية الإماراتية، الرفض القاطع لأي تهديد لسيادة الدول العربية الشقيقة، ودعت إلى ضرورة توقف متطرفي الحكومة الإسرائيلية عن إطلاق التصريحات أو القيام بأعمال تحريضية، وكذلك وجوب وقف كل الخطط الاستيطانية والتوسعية التي تهدد الاستقرار الإقليمي، وتقوّض فرص السلام والتعايش في المنطقة وبين شعوبها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد