: آخر تحديث

الإنسانية في فلسفة الإنسانيين آل لوتاه أنموذجا

3
5
3

عبدالله الزازان

كثيرًا ما أزور شخصيات إنسانية معتبرًا إياهم مصدر إلهام بالنسبة لي. في سنوات مضت زرت الحاج «سعيد بن أحمد آل لوتاه» في مدينة لوتاه بدبي، وقفت فيها على مفاصل الفعل الإنساني في كياناته ومؤسساته وأكاديمياته ومراكزه ومبراته الإنسانية، والتي تستجيب للاحتياجات الإنسانية كافة. الحاج يتمتع بقدرات استثنائية، وضع معايير عالية لنفسه فأطلق مبادراته الإنسانية، والتي على ضوئها حقق نتائج مذهلة. قابلته عند مدخل مدينة بن لوتاه، قريبًا من وقت أذان الظهر، فتوجهنا معًا إلى المسجد، الذي كان حينها مليئًا بالطلاب الذين قدموا للصلاة من مختلف مدارس ومعاهد وكليات المدينة. بعد الصلاة، أخذني في سيارته الصغيرة، التي يقودها بنفسه، في جولة على المدينة، اطلعت فيها على مختلف القطاعات التعليمية والأكاديمية، والمستشفى التعليمي، ومركز البحوث البيئية، ومركز دبي الطبي التخصصي، ومختبرات الأبحاث الطبية، والجمعيات التعاونية، ودار الأيتام، والمدرسة الإسلامية للتربية والتعليم، وجمعية دبي التعاونية، ومركز لوتاه التقني، والمدرسة الصيفية الشاملة. بعد ذلك، توجهنا إلى منزله، وعلى مائدة الغداء تحدث لي طويلًا عن مشروعه الكبير، وقصة نجاحه. يمثل آل لوتاه نموذجًا فريدًا للشخصية الإنسانية، إذ لا يمكننا تصور الإنسانية الحقيقية بقصة أفضل من قصته، فمكونات الشخصية الإنسانية حاضرة فيه، يمكنك تمييزه عن طريق مبادراته الإنسانية، المقرونة ببساطته التي لا تعرف التكلف، وطيبته المتناهية، وسخائه. برز في الأوساط الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية بمجتمع دبي، نموذجا للشخصيات الإنسانية المفكرة والمطوّرة والفعالة. عندما نستنطق الواقع ونتوسع في الحديث عن إنسانيته سنقف على كمٍّ هائل من المبادرات والمواقف والمشاريع الإنسانية، المتعددة والمتنوعة، فقد كان على وعي كامل بمختلف الاحتياجات الإنسانية. هذه المواقف والمبادرات تظل استثناء في الحياة لا يطيق تكاليفها إلا من فُطر على الإنسانية، ما يضعنا وجهًا لوجه أمام حقيقة واحدة، وهي أن «الإنسانية قضيته الكبرى». سلسلة مشاريعه ومبادراته لا تقف عند حد معين: ففي 1972 أسس جمعية دبي التعاونية، وفي 1975 أسس بنك دبي الإسلامي، وفي 1978 أسس مدينة لوتاه، وفي عام 1979 أسس الشركة العربية الإسلامية للتأمين، وفي 1982 أنشأ مؤسسة تربية للأيتام، وفي 1983 أسس المدرسة الإسلامية للتربية والتعليم، وفي عام 1986 أسس كلية دبي الطبية للبنات، وفي عام 1992 أسس كلية الصيدلة للبنات، وفي العام نفسه أسس مركزًا للبحوث البيئية في دبي، ومركز دبي الطبي التخصصي، ومختبرات الأبحاث الطبية، ومركز لوتاه التقني، وفي عام 2000 أسس عبر الإنترنت جامعة آل لوتاه العالمية، وفي عام 2003 أسس المستشفى التعليمي. وعلى شبكة الإنترنت دورة في تأهيل المعلم الشامل، وموقعًا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. كما شارك في مؤتمرات وندوات دولية في مجال الاقتصاد الإسلامي، والبنوك الإسلامية، وحل المشكلات المصرفية. ونتيجة لكل هذه الجهود تقلد أوسمة وألقابًا وجوائز وقلائد دولية من قادة ومؤسسات وهيئات وشخصيات إقليمية وعالمية عريقة. كما منحته جامعات عريقة شهادات دكتوراه فخرية وشرفية. ومنها الدكتوراه الفخرية من جامعة باركتون في أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ عام 2001 عضوًا فعالًا في الرابطة البريطانية للتعليم المفتوح في بريطانيا حتى رحيله. في عام 2004 حصل على الدرع الذهبي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس. وكرمه مجلس التعاون لدول الخليج العربي، لدوره الحيوي في مجال التعليم والاقتصاد في دول المجلس. وفي عام 2012 حصل على جائزة الإبداع الاقتصادي من مؤسسة الفكر العربي. كما كرمته جامعة الدول العربية لمبادرته في تأسيس بنك دبي الإسلامي، ولاحتضان مؤسسته مقر النادي العلمي العربي للمخترعين. وفي نهاية زيارتي للحاج سعيد بن أحمد آل لوتاه أهداني مجموعة من مؤلفاته: «لماذا نتعلم؟»، و«تأملات وخواطر في سورة الفاتحة وأول سورة البقرة»، و«الأهداف من تأسيس البنوك»، و«تأملات في سورة الطلاق»، و«تأملات في سورة الماعون»، و«طرق على أبواب التربية والتعليم»، و«من تجربتي»، و«كيف تكون مديرًا»، و«المجتمع الفاضل»، و«الصراط المستقيم».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد