إيلاف من الرباط : أجرى وفد عسكري مغربي رفيع من أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، زيارة إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، كللت بالتوافق على ضبط الأمن على الحدود، مع مواصلة اجتماعات التنسيق بين المسؤولين العسكريين الموريتانيين ونظرائهم المغاربة.
وركزت المباحثات، بحسب ما أعلنه الجيش الموريتاني على صفحته الالكترونية، على التعاون في مجالات الاستخبارات والأمن والتدريب. إذ أفادت صفحة الجيش الموريتاني على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الاجتماع، الذي التأم يومي 3 و4 يونيو الجاري، ترأسه من الجانب الموريتاني العقيد المهندس إسلم بيدي مسعود، قائد فرقة التعاون العسكري المساعد، ومن الجانب المغربي العقيد إدريس حد زين، عن المكتب الثاني لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية، وهو الجهاز المعني بالاستخبارات العسكرية.
وذكر الجيش الموريتاني أن اللقاء تضمن تقديم عرضين حول مهام كل من فرقة الاستخبارات والأمن العسكري، وفرقة التعاون العسكري، كما ناقش الجانبان آفاق تطوير الشراكة العسكرية والاستفادة المتبادلة من الخبرات في المجالات ذات الصلة.
وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات أمنية متزايدة، لاسيما في منطقة الساحل والصحراء، حيث تكثف الدول جهودها لتعزيز التنسيق الثنائي والإقليمي في مواجهة الجماعات المسلحة العابرة للحدود، وشبكات التهريب والإرهاب.
وفي سياق ذاته، أقدم الجيش الموريتاني أخيرا على إغلاق الحدود في منطقة "البريكة"، الواقعة شمال شرق البلاد، والتي تُعد نقطة عبور حساسة قرب الحدود مع الصحراء المغربية.
وأفادت مصادر مطلعة بأن هذه الخطوة جاءت بعد رصد تحركات مشبوهة لعناصر من جبهة البوليساريو، يُشتبه في استخدامها للمنطقة كممر لتنفيذ عمليات تسلل باتجاه المواقع العسكرية المغربية.
واعتبر مراقبون في نواكشوط أن هذا القرار يعكس تشديد الإجراءات الأمنية من الجانب الموريتاني، في إطار الحرص على منع استغلال أراضيه لأي أنشطة من شأنها تهديد أمن الجوار،مؤكدين أن التنسيق الجاري مع المغرب يمثل جزءاً من مقاربة أوسع تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة.
ويُنظر إلى التعاون المغربي الموريتاني في المجال العسكري والاستخباراتي على أنه أحد أوجه الشراكة الصاعدة بين البلدين، خاصة في ظل التفاهمات المتبادلة بشأن الأمن الحدودي والتصدي للتهديدات المشتركة.