: آخر تحديث

حتى السجناء يخيفون إسرائيل!

3
3
3

خالد بن حمد المالك

مروان البرغوثي واحدٌ ضمن أكثر من عشرة آلاف سجين يقبعون في سجون العدو الإسرائيلي دون محاكمة، ودون السماح للمنظمات الإنسانية في العالم بالوقوف على الوضع الذي يمر به هؤلاء على مدى سنوات، وبزيارات للسجون، وتفقد أحوالهم.

* *

مروان البرغوثي يقيم في سجن منفرد منذ العام 2002م، ومغيَّب عن العالم، فلا أخبار، ولا صور، ولا معلومات عن حالته، إلا حين قام المجرم (بن غفير) باقتحام سجنه، وتوجيه التهديد له، ولكل من يطالب بحقوقه من دولة محتلة لأراضيه.

* *

ظهر البرغوثي في زنزانته منهكاً وقد بدت عليه آثار الشيخوخة بفعل التعذيب، والحرمان من الطعام، وطول مدة السجن، ومنعه من أي تواصل مع أسرته، وسجنه وحيداً في زنزانة لا تصل إليها الشمس، وحيث صمت القبور.

* *

هناك غير البرغوثي من يقضون أعمارهم في سجون منفردة، ويلاقون الويلات، ويُفرّغ فيهم أحقاد الصهاينة، ومعاملاتهم القذرة ضد الأحرار من الفلسطينيين، مع أن كل الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية هم في سجن كبير، بلا حقوق، وتُصادر أملاكهم، وهم تحت نيران الجيش والمستوطنين، ويُمنع عنهم الطعام، ويُضطهدون بالتجويع.

* *

وإسرائيل منذ تمكينها من المستعمر البريطاني لتكون دولة منذ عام 1948م على الأراضي الفلسطينية، والفلسطينيون يعيشون على ما بقي من أراضيهم وفقاً للتقسيم في حالة وصاية على أراضيهم حتى حرب عام 1967م التي كانت فرصة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة والضفة الغربية، وفك ارتباط قطاع غزة بالدولة المصرية، والضفة الغربية بمملكة الأردن.

* *

وقد أشعل الاحتلال روح المقاومة لدى الفلسطينيين، فمنهم من قُتل، ومنهم من أُخذوا إلى السجون الإسرائيلية، وبين هؤلاء السجناء مروان البرغوثي، الذي قام بن غفير الإرهابي في حكومة نتنياهو العنصرية باقتحام زنزانته لإرهاب الفلسطينيين، من خلال الصورة التي ظهر فيها البرغوثي وهو في حالة صحية سيئة تدين إسرائيل على سوء معاملتها، بأكثر من أن تخوّف المقاومين ضد الاحتلال البغيض.

* *

ومن المؤلم أن تمر هذه الحالة لسجين دون سبب، فمروان كل ذنبه أنه كان يقاوم احتلال بلاده سلمياً من خلال المظاهرات السلمية وقيادته لها، وهو حق يعطيه له القانون الدولي، والأعراف الدولية، ضد كل احتلال إلى أن يحمل عصاه وسلاحه ويرحل غير مأسوف عليه.

* *

لم تعد هناك من دولة محتلة في العالم، فقد انتهى زمن الاستعمار، تحت قوة المقاومة الوطنية في كل دول العالم، ولم يبق سوى من إسرائيل التي تجد من الدعم الأمريكي ما مكَّنها للاستمرار ليس فقط في احتلالها لفلسطين، بل وبمعاملتها المفرطة في الإيذاء ضد الأطفال والنساء والمدنيين العزل.

* *

غير أن هذا الوضع لن يطول، وهذا الاستخدام للسلاح المتطور لن يقتل الإرادة الفلسطينية، وإن قتل بعض شباب المقاومة، وزج العدو بالأحرار من الفلسطينيين في السجون المظلمة، فالرهان كان وسيظل على استمرار الصمود، والثبات في الأرض، وعدم التفريط في الحقوق.

* *

هناك أخطاء يرتكبها الفلسطينيون، تتمثَّل في الخلافات فيما بينهم، والتعاون مع الخارج بما لا يخدم عمل المقاومة، وخاصة مع من هم ليسوا عرباً، غير أن هذه على سوئها، لن تمكِّن إسرائيل من الاستمرار في إحكام قبضتها والبقاء في احتلال ما بقي من الأراضي الفلسطينية التي يقيم فيها الملايين من الشعب الفلسطيني الحر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد