: آخر تحديث
قيم الانتماء والمسؤولية في مشروع الدولة الحديثة

المواطنة في فكر محمد بن زايد... أطروحة دكتوراه بامتياز لعلي الأحمد

1
1
1

إيلاف من أبوظبي: في وقت لم تعد فيه المواطنة مجرّد انتماء قانوني أو هوية ثابتة، بل منظومة ديناميكية من القيم والسلوكيات، يبرز فكر محمد بن زايد كمثال عملي على إعادة تعريف العلاقة بين الفرد والدولة.

وتكشف أطروحة الدكتوراه التي أنجزها الباحث علي عبدالله الأحمد عن بنية هذا الفكر، لا كمجموعة من المبادئ المجردة، بل كنموذج تطبيقي يسهم في صياغة الإنسان بوصفه محور التنمية وغرضها.

ونال الباحث الإماراتي علي عبدالله الأحمد درجة الدكتوراه بمرتبة امتياز عن أطروحته الموسومة "مفهوم المواطنة وقيمها في فكر محمد بن زايد"، والتي ناقشها في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بحضور لجنة أكاديمية مرموقة ترأّسها الأستاذ الدكتور شكري المبخوت، وضمّت في عضويتها كلاً من الدكتور رضوان السيد، والدكتور بلقاسم الجطاري، والدكتور سيف الدين الفقراء.


فكر الدولة
تناولت الرسالة مفهوم المواطنة في فكر محمد بن زايد، رئيس الدولة، بوصفه أحد المحاور الجوهرية في بناء الدولة الحديثة، حيث انطلق الباحث من مقولة محورية مفادها أن المواطنة اليوم لم تعد مجرّد انتماء قانوني أو هوية وطنية، بل غدت منظومة قيمية متكاملة تعكس العلاقة التفاعلية بين الفرد والدولة، وتُترجم وعياً عميقاً بالحقوق والواجبات، والتزاماً بالمصلحة العامة، ومشاركة فعالة في مشروعات التنمية والبناء.

قيم متكاملة
سلّط الأحمد الضوء على القيم التي تُشكّل جوهر المواطنة في فكر محمد بن زايد، ومنها: الولاء، والانتماء، والمسؤولية، والعدالة، والتسامح، واحترام القانون، والعمل، والإنتاجية. كما ناقش كيف تتفاعل هذه القيم مع السياق الثقافي والاجتماعي الإماراتي، الذي يتسم بالتعددية والانفتاح، ضمن إطار متين من الأصالة الثقافية والدينية.

خمسة مرتكزات
في إطار تحليله لبنية فكر محمد بن زايد، حدّد الباحث خمسة مرتكزات رئيسية لبناء المواطنة الفاعلة:

- الاستثمار في الإنسان، بوصفه جوهر التنمية ومحورها.
- ترسيخ التربية الأخلاقية، كضمان لاستقرار المجتمع.
- الحفاظ على الهوية الوطنية، بما يعزز الثقة والانتماء.
- تعزيز المشاركة والمسؤولية المجتمعية، عبر تفعيل دور المواطن في الشأن العام.
- نشر ثقافة التسامح والتعددية، باعتبارها ركيزة للاستقرار والتقدم.


مرجعية الخطاب
لم يكتف الباحث بتحليل المفاهيم النظرية، بل خصّص فصلاً لتحليل خطابات محمد بن زايد، واعتبرها "مرجعية فكرية وسلوكية توجه السلوك الفردي والجمعي في الدولة". وأوضح الأحمد أن هذه الخطابات تتميز بتركيزها على "الولاء، والانتماء، وتقدير العمل والاجتهاد، والإيثار، واحترام القانون، والتسامح، والاعتزاز بالهوية الوطنية". وبحسب الباحث، فإن هذا الخطاب لا يُعدّ مجرد تواصل سياسي، بل يشكّل "إطارًا قيمياً متماسكاً لبناء المواطن الإماراتي المنتج والمنفتح".


تأصيل علمي
أظهر الأحمد، من خلال تحليله للسياسات التعليمية، والمبادرات الوطنية، والبرامج الاجتماعية، كيف تُترجم رؤية محمد بن زايد إلى "خطط استراتيجية واضحة" تهدف إلى إعداد جيل إماراتي متوازن، منفتح على العالم، وملتزم بقضايا وطنه. كما ناقش أثر هذه القيم في "تشكيل الهوية الوطنية الإماراتية"، سواء لدى المواطنين أو المقيمين، مشيراً إلى تطور وعي الانتماء والمسؤولية، وتنامي ثقافة التطوع، وتزايد التلاحم المجتمعي، إلى جانب تعزيز صورة الإمارات عالميًا كدولة تسامح وإنجاز.

وسام مضاعف
عبّر الأحمد عن فخره بالحصول على درجة الدكتوراه، مؤكداً أن "الوسام يتضاعف حين تكون الرسالة عن فكر صاحب السمو رئيس الدولة"، مشيراً إلى أن هذا الفكر يشكّل "نموذجاً متقدماً للمواطنة القيمية في المنطقة العربية"، ويُعد "أساسًا متينًا لبناء مستقبل إماراتي مزدهر ومستقر، يستند إلى الإنسان بوصفه الغاية والوسيلة في مسيرة التنمية".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات