: آخر تحديث

أجمل مواسم الرُّطَب والتمور

2
2
3

علي الخزيم

* لأهالي منطقة الخليج العربي مواسمهم الصيفية المبهجة خاصة الدول التي تزدهر بها زراعة النخيل؛ فعلى سبيل المثال فالمملكة العربية السعودية في غالب مناطقها تشهد صيفًا يَفْرَح به الناس مع جَنْي الرُّطب الشَّهي بأصنافه وألوانه؛ ولهم كَرَّة مع المتعة بالتمور بعد جفاف المحصول الذي يُترك بأعلى النخيل دون خِرافه بمرحلة الرُّطَب؛ ليتم صِرامه لاحقًا لحفظه لموسم الشتاء وبقية الفصول إلى أن يَحل موسم الرُّطَب التالي؛ وتختلف تسمية عملية الحفظ هذه من منطقة لأخرى؛ فمنهم من يطلق عليها (المكنوز أو المَغمِي أو الضَّمِيد) وهكذا؛ وكلها وما شابهها تعني التمر مكتمل النضج كالعجوة يُكبس بأكياس أو صفائح معدنية ونحوها للحفاظ على النكهة والمظهر.

* ومِن مشاهدات لمقاطع مصورة من أسواق التمور بالمملكة ومِمَّا تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي وما يوضحه بعض الأصدقاء مشافهة عن أحوال السوق ولعلى هنا اختار للتمثيل أسواق التمور بمنطقة القصيم بمدن (بريدة وعنيزة والبكيرية والبدائع) وما جوارها دون تقليل من بقية الأسواق هناك لكنها أمثلة للأشهر والأغزر تسويقًا: تتبَيَّن بِجلاء جودة المنتج وتنوعه بحيث لا يستطيع المتذوق للأصناف أن يُعطِي درجة فارقة بالجودة لصنف دون آخر؛ فكأن الأصناف تتنافس بالمذاق والشكل لتغري وتجذب المتسوق.

* وفي الأسواق الكبرى هناك تشاهد ما يُطلق عليه (حَراج التمور) بالجملة: وهو أن يقف مُدلل مُتمكن له مهارات وخبرات بهذا الميدان لينادي رافعًا صوته على ما أمامه من كميات من التمور في مزاد علني حتى يصل لقناعة بقيمتها المناسبة فيُعلن رسو المزاد على المشتري؛ ويلاحظ أحيانًا المبالغة بالأسعار على بعض الأصناف النادرة المتميزة حتى ليُخَيَّل لك أن هناك أمرًا خارجًا عن السيطرة ويحتاج لرقابة المَعنيين بالسوق إذ إن الأرقام المنادى بها غير منطقية؛ وقد سمعت ـ وغيري ـ من يقول بأنها تمثيليات فكاهية للفت الانتباه أو لرفع الأسعار، وهذا -إن صَحّ- فهو العبث الذي يجب تصحيحه.

* يرتاد تلك الأسواق متسوقون من الأشقاء بدول الخليج العربي والدول العربية ومن جاليات أجنبية كثيرة يشهدون المَزادات ويشترون ما طاب لهم من التمور الفاخرة يرسلونها لذويهم ببلادهم؛ وهنا يكون على منظمي الأسواق مراعاة هذا الجانب المهم بهذه المواسم الكبرى التي تصل إيراداتها -كما يتردد- لعشرات الملايين يوميًا؛ وهو ما يجعل سوق التمور ببريدة (كمثال) يصل للعالمية شأنه شأن سوق الإبل أو (الأنعام) هناك؛ على أن التنظيم وانضباط دخول الشاحنات إلى السوق يوصف بالجيد؛ كَما أن مختبرات الجودة وقياس نسبة المواد الكيميائية بالمنتج تعمل بشكل منظم وجيد؛ وهنا فرصة لأكرر دعوة لتغيير مُسمى السّوق من (المهرجان) إلى مُفردة عربية مناسبة.

* ومن نجاح تجارة التمور بالقصيم إلى نجاح زراعة جملة من فواكه الصيف المستجلبة للمنطقة وتم تطوير زراعتها بجهود من مختبرات كليات الزراعة هناك؛ فقد تم إنتاج أصناف فاخرة من الفواكه التي كان من المعتقد سابقًا فشل استزراعها وجودة ثمارها؛ كما أن مبادرات لرجال الأعمال بالمنطقة اتجهت نحو استثمارات مبتكرة لمكونات أشجار النخيل وحققوا سبقًا بالاستفادة من كُل أجزائها بمنتجات مفيدة وذات مردود استثماري لافت.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد