حمد الحمد
هذه الأيام أقرأ كتاباً للفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور المتوفى عام 1860، وهو بعنوان «فن أن تكون دائماً على صواب». واعترف بأنني أمرّ على 10 صفحات ولا أفهم أي شيء، رغم أنني خريج جامعة وقارئ جيد.
في الكويت عندما لاتفهم ما يقوله شخص ما، نقول «هذا يتفلسف» بمعنى (يخربط) بمعنى يقول كلام بلا فائدة!
وهناك حكاية طريفة سمعتها أن رجلاً سأل ابنه وهما على العشاء، ماذا تدرس في الجامعة؟ فرد الابن، أدرس الفلسفة. سأل، ما هي الفلسفة؟ رد الابن: الفلسفة مثلاً أمامنا في الصحن دجاجة واحدة، وأنا كدارس للفلسفة أراها دجاجتين. هنا مد الأب يده على الصحن وأخذ الدجاجة، وقال إذاً أكل دجاجتك الثانية!
عموماً نحن في عالمنا العربي نعترف بأن هناك عالماً متقدماً ونعني الغرب الأوروبي وأميركا. والتقدم لديهم ليس بأبراج وعمارات وهياكل خرسانية، إنما تقدم حقيقي باختراعات واكتشافات في كل مجالات العلوم ومنها الطب والجانب العلمي، ونحن نستهلك كل ما يأتي منهم.
لكن السؤال كيف أصبح ذلك العالم متقدمأ؟ هل بالصدفة أو بضربة حظ ؟ طبعاً لا، إنما الفضل يعود لأهل «الخرابيط»، وهم الفلاسفة الذين بذروا أفكارهم وقادت نحو التقدم.
هنا الفضل يعود للفلاسفة، ديكارت وكَانْت وجان جاك روسو وهوبز وكارل ماركس ونيتشه ومن قَبلهم ومن بعدهم.
هولاء هم من وضعوا أشكال الحكم وتداول السلطة والليبرالية واستخدام العقل ورسم أفكار العدالة والفضيلة وحقوق الإنسان وغيرها... هنا أفكارهم التي كانت على الورق تم استيعابها لتتحول إلى إنجازات على الأرض وتصنع مستقبلهم ومستقبل العالم بأكمله.
عموماً، قد أعود لكتابي الذي تحدثت عنه، وأكتب مقالاً آخر يتوازن مع عالمنا الحالي، حيث إصرار البعض على أنهم حق بأفكارهم، رغم أنهم ليسوا كذلك.

