عبداللطيف آل الشيخ
في المملكة العربية السعودية، لم يعد جيل «زد» مجرّد فئة عمرية جديدة؛ بل أصبح تحولًا في الوعي الجمعي ومؤشراً على نجاح المشروع الوطني في صناعة جيلٍ يعيش المستقبل منذ الآن، بفضل قيادةٍ آمنت بأن الإنسان هو أعظم استثمارٍ في مسيرة التنمية.
هذا الجيل لم يُولد في فراغ، بل في زمنٍ تتبدّل فيه المعادلات وتُعاد فيه صياغة مفاهيم الهوية والنجاح والولاء والانتماء.
لقد نشأ وهو يرى وطنه يتغيّر، يتقدّم، ويصنع لنفسه مكانة عالمية جديدة عبر «رؤية 2030»، فانعكس ذلك عليه تفكيراً وسلوكاً وثقة.
هو جيلٌ لم يُربَّ على التبعية للفكر غير السعودي، بل على الاستقلال في الرأي والاعتزاز بمرجعيته الوطنية والفكرية.. جيلٌ وُلد ليشارك، لا ليُقاد، وليفكر، لا ليتلقى.
العلاقة بين هذا الجيل ودولته تتجاوز الإطار التقليدي بين الحاكم والمواطن؛ إنها شراكة ثقة ومسؤولية مشتركة.
فحين يرى الشاب السعودي أن الدولة تفتح أمامه آفاق التمكين والتعليم والعمل والإبداع، يدرك أن الثقة ليست شعاراً بل واقعٌ يُبنى كل يوم.
هذه الثقة المتبادلة هي التي صنعت جيلاً وطنياً واعياً، يعرف أن الانتماء لا يعني الانغلاق، وأن الأصالة لا تتناقض مع الحداثة.
جيل زد السعودي هو الجيل الذي يوازن بين التقنية والهوية، بين الانفتاح والانتماء.
يتقن لغات العالم، لكنه يحتفظ بلهجة الولاء الأولى.
يدرك أن قوته ليست في تقليد الخارج، بل في صياغة نموذج سعودي متفرّد للحداثة المسؤولة.
هو جيلٌ يتصدى لمحاولات الاختراق الثقافي والفكري التي تستهدف التشكيك أو التهوين من المنجز الوطني، ويملك من الوعي ما يجعله خط الدفاع الأول في الفضاء الرقمي.
إن الرهان الذي وضعته القيادة السعودية على هذا الجيل ليس مجاملة عاطفية، بل قراءة إستراتيجية للمستقبل.
فمن يملك وعي الشباب يملك الغد، ومن يبني الثقة مع مواطنيه يبني دولة لا تهزّها العواصف.
جيل زد السعودي اليوم لا يكتفي بأن يكون حاضراً في المشهد، بل هو المشهد نفسه.. جيلٌ يرى في وطنه مشروعه الأكبر، وفي قيادته رفيق رؤيته، وفي الثقة المتبادلة بينهما أعظم استثمارٍ للمستقبل.

