عقل العقل
بعض محطات الوقود في المملكة بدأت قبل أسابيع في تغيير نظام الدفع في محطاتها قبل التعبئة، وكان النظام والوضع القديم ومنذ عرفنا محطات الوقود هو الدفع بعد التعبئة، وكانت الأمور سلسلة، لكن هذا لا يعني الاستمرار على حال واحدة، فالتغير والتطوير هو هم شركات القطاع الخاص في تقليل الأيدي العاملة في مشاريعها مثل محطات الوقود عن طريق الدفع إلكترونياً أو أتمتة النظام كما في الكثير من دول العالم، وهناك الكثير من الحلول الإلكترونية الجديدة التي تساعد في معالجة القصور في النظام القديم، وأتمني من الشركات العاملة في هذا القطاع التدرج في تغيير هذا الوضع، فالبعض لأسباب خاصة مثلاً لا يملك أدوات دفع إلكترونية ويحمل فقط مالاً نقديّاً، لماذا لا تخصص هذه المحطات بعض المضخات لهذه الحالات؟ خصوصاً في بداية التجربة، ومسألة أن يدفع الزبون جزءاً من المبلغ ويدفع الباقي بعد التعبئة أجدها مربكة جداً ويحتاج العملاء أو بعضهم إلى عمل حسابات وخصم وجمع لمعرفة المبلغ النهائي، لماذا مثلاً لا يتم قبول البطاقات البنكية أو من التطبيقات في الهواتف المحمولة دون تحديد مبلغ محدد قبل التعبئة وبعد ذلك يخصم المبلغ النهائي فالعامل لديه كافة معلومات الدفع من الزبون.
البعض منا لديه مشكلة نفسية عندما يطلب منه الدفع مقدماً في هذه الحالة وكأنه يعطي انطباعات سلبية وعدم ثقة في العميل دون أن تصدر عنه تصرفات تدل أنه قد لا يدفع قيمة الوقود ويهرب من المحطة وقد يعرّض العاملين والزبائن في تلك المراكز للخطر أو أن تتطور الأمور لحالات سيئة، أعتقد أن من حق الشركات ومنها محطات الوقود أن تحافظ على مصالحها، لكن يجب أن يكون هناك تدرج وخيارات في إتمام العملية.
لا شك أن بلادنا تعيش حالة من التقدم في الخدمات الإلكترونية في أغلب المجالات، ويأتي ترتيبها في أعلى القائمة في الحكومات الإلكترونية، والقطاع الخاص لدينا يعمل في هذا التوجه ومنه محطات الوقود التي لها دور مهم جدّاً داخل المدن أو في الطرق المتنوعة بين مدن المملكة، فلا أتخيل مثلاً أن تكون هذه الطريقة في الدفع في محطات على طرق بعيدة والحركة عليها قليلة. أعيد وأكرر أن تكون خيارات الدفع متنوعة، وقد نجدها بعد سنوات كلها عن طريق الدفع مسبقاً دون إشكالات معينة في هذا المجال لبعض المحطات والزبائن أنفسهم، الذين يعتقدون أن مثل هذه الطلبات تعدٍّ على خصوصيتهم وفرض الطريقة التي يدفعون فيها أموالهم مقابل خدمات أو سلع يشترونها. ألاحظ أن بعض الأسواق المركزية المعروفة بدأت تضع آلات دفع ذاتي دون تعامل مع الموظفين في تلك المحلات مع وجود موظفين لا يزالون يعملون بالطريقة التقليدية المعروفة، وهذه طريقة جيدة في تغير سلوك إنساني له قواعد متعارف عليها منذ عقود التحولات، هذه الحالات تحتاج إلى طرق ذكية لا تفسد مفاهيم الولاء لهذه الشركة أو تلك.

