: آخر تحديث

لماذا أزعجت السعودية سموتريتش ؟

1
2
2

حمود أبو طالب

«والحق ما شهدت به الأعداء»، تنطبق هذه المقولة الشهيرة على التصريح الأرعن الذي أدلى به الوزير الإسرائيلي المتطرف سموتريتش مؤخراً عن رفضه قيام الدولة الفلسطينية وجاء خلاله على ذكر السعودية بصيغة استهزائية من تراثها العربي الأصيل وهو يطالب شعبها بالعودة لركوب الإبل. ولكن السؤال لماذا خصّ سموتريتش المملكة دون غيرها في سياق تعبيره عن رفضه قيام الدولة الفلسطينية.

يبدو أن هذا الوزير المتطرف تحدث تلقائياً عن الهاجس الذي يقلقه وأمثاله، كون المملكة هي التي تقف بقوة وصلابة من أجل انتزاع الحق للشعب الفلسطيني بإقامة دولته على أرضه المحتلة، وأن هذا الموقف ثابت ومستمر منذ بداية الاحتلال، لكنه أصبح يشكل قلقاً أكبر في الفترة الأخيرة بعد نجاح الجهود الدبلوماسية الدولية الكثيفة التي قادتها المملكة وأدت إلى اعتراف كثير من دول العالم بالدولة الفلسطينية، وعقد مؤتمر حل الدولتين في الأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر الماضي. ليس ذلك فحسب، بل إن الدبلوماسية السعودية استطاعت تغيير مواقف دول كبرى تجاه ممارسات إسرائيل البشعة في غزة، وكشف حقيقتها في أنها كيان يعطّل مبادرات السلام ويشكل معضلة حقيقية لأمن وسلام المنطقة. حتى خطاب الرئيس ترمب لبنيامين نتنياهو اختلف مؤخراً بخصوص نية إسرائيل ضم الضفة الغربية، وسبق ذلك ممارسة ضغوط علنية عليه للموافقة على اتفاقية وقف الحرب في غزة وفقاً للخطة الأمريكية.

إسرائيل تعيش الآن حالة من الانكشاف الفاضح لحقيقتها وزيف سرديتها التي استمرت عقوداً طويلة في تسويقها لدى شعوب العالم، أصبحت المظاهرات ضدها تحدث في معاقلها وحاضناتها التقليدية في مدن العالم، وصارت ترزح تحت ضغط غير مسبوق من المجتمع الدولي، وهي تعرف جيداً أن الدولة التي تقود هذا الحراك هي المملكة، التي ترفض كل المساومات على الحق الفلسطيني، وبالتالي لا غرابة أن يستاء هذا الصهيوني المتطرف من المملكة، ويخصها بالذكر في تصريحه الفجّ.

ستظل المملكة ثابتة في موقفها بشأن القضية الفلسطينية، وما صراخ سموتريتش وأمثاله سوى تأكيد على هذه الحقيقة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد