: آخر تحديث

تغيير الداخل

1
2
2

هيفاء صفوق

- التغيير الحقيقي يبدأ في تغيير أنفسنا من الداخل، وهو مشوار طويل نتعلم من خلاله ونختبره في الحياة فنتعلم ما هو الجيد منه وما هو غير ذلك.

- المكوث في حالة واحدة يعني الجمود والموت البطيء كالماء الراكد، فمن لا يتعلم ولا يطور ذاته وفكره من الداخل سيبقى عالقا في الشيء ذاته، فيصاب بعد فترة من الزمن بالرتابة والتوقف ونظرة لزاوية واحدة في الحياة.

- لكي يتم التغيير الحقيقي نحتاج مبدأ أساسي وهو الصراحة مع أنفسنا في كل ما تحتويه هذه النفس سواء كان جيدا أو غير جيد، حتى أسوأ نقاط ضعفنا لابد من مواجهتها فهذا ليس معيبا، بل الوعي في ذلك يساعدنا أكثر على التغيير.

- البعض منا يتهرب من هذه العيوب أو الضعف أو السلبيات مهما كانت مسمياتها فيعيش الصراع والمقاومة، وللأسف نكبرها كدائرة كبيرة في حياتنا وتكون سجنا وقيدا لنا.

- ليس مهما، الصورة الخارجية لأنفسنا بقدر المهم: كيف ننظر نحن لأنفسنا؟ وهذا لا يعني بأن نكون كاملين؛ فالكمال لله وحده، ولكن نكون مدركين لما تحتويه أنفسنا ثم قادرين أن نساعدها لتغيرها للأفضل لكي نحظى بحياة كريمة.

- الضعف ليس عيبا، ولولا الضعف لما عرفنا القوة، ولولا النقص لما عرفنا الكمال والإبداع والابتكار وحلاوة الإنجاز، ما يعيب على أنفسنا هو الجلوس في نفس المنطقة التي لا تنتمي لها الحركة والتغيير مما يزيد حالة البؤس أو اليأس أو اللامبالاة.

- التغيير ليس فقط في الخارج، سيظل الخارج لا نستطيع امتلاكه أو السيطرة عليه أو حتى مجاراته لفترة طويلة، سواء أكان في العلاقات أو الظروف أو المواقف بينما نستطيع التغيير في أنفسنا من الداخل متى ما رغبنا ذلك، وأصبحت لدينا البصيرة في معنى التغيير في أنفسنا للأفضل والأحسن لكي نعيش حياة كريمة ومتوازنة، وهذا يتطلب الصراحة والشجاعة في مشاهدة الداخل وما يحتويه حينها ستفتح الأذهان والأبواب لاستيعاب المعنى الحقيقي للتغيير وليس من أجل كيف تكون الصورة الخارجية أمام الناس؛ فجنة الإنسان وناره في داخله.

- التغيير في حد ذاته جميل يجعل الذات مفعمة بالتجديد ومحبة للتعلم وتواقة للمعرفة وجميلة لرؤية الجميل فيها، في داخل الإنسان قدرات هائلة، من نعم الله عليه العقل والقلب هذه التوأمة متى ما نضجت وارتقت وأدركت صح استخدامها بصورة جميلة وواعية.

- من أهم الأسئلة التي نسأل أنفسنا لكي نتغير للأفضل: ما هي الأشياء الموجودة في داخلنا التي تحفزنا أن نعيش حياة أفضل وأجمل؟ ما هو الشيء الذي يجعلني في حالة من الرضا؟ هذه الأسئلة كفيلة بأن تجعلنا نبحث في داخلنا عن كنوز ربما نسينها موجودة فينا، كل ذلك يساعدنا إلى فهم وحقيقة ما نود فعله ونغيره.

- كحال الخوف في حياتنا، كم هو معيق يقيدنا في دائرة مغلقة كل نوافذها فلا نستطيع تغيير فكرة قديمة أو تبديل معرفة بمعرفة جديدة أو محاصرين في تعميم تجارب قديمة في حياتنا اليومية، أو كحال المجاملة مع الآخرين التي تلغي كل يوم شيئا فينا فنصبح أغرابا عن أنفسنا فلم نعد نعرفها، بل البعض يعطي الموافقة والإيجاب وهو غير مقتنع فتصاب روحه بالضعف والتعب والإرهاق وتختفي صورته الحقيقية عن ذاته.

- هذه بعض الصور؛ كالخوف والمجاملة التي تتطلب التغيير من الداخل تغير الفكرة والقناعة ومواجهة هذا الضعف في معرفة أوسع وأعمق وهي ما تحتوي هذه النفس من نعم عديدة أو من قدرات ومواهب كبيرة.

- ومن هنا ننطلق بشكل أعمق مما هو خلف هذا الخوف أو المجاملة فنتعرف على أبعاد عميقة في أنفسنا ربما صنعناها بأنفسنا أو اقتنعنا بها على مر السنوات وتبنيناها، وعندما نتعمق في أنفسنا أكثر بلحظة صادقة وصريحة سيبدأ التغيير من الداخل؛ لأن التغيير لحظة إدراك عالية قد حان وقتها.

- سندرك كيف نحترم أنفسنا من الداخل ونكتشف القيمة الحقيقية التي نمتلكها والقدرات الموجودة فينا من قوة وإبداع وجمال وسلام حقيقي غير مقرون بشيء سيكون التغيير حقيقيا وجذريا من أجل أنفسنا نحن هنا فقط سينعكس كل هذا التغيير على حياتنا الخارجية.

إضاءة:

التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد