: آخر تحديث

مقال ذو بلاغة إنشائية

0
1
1

عبد الله سليمان الطليان

بداية أعتذر للقارئ المهتم في أني أجهد عينيه في مقال (ليس له مضمون هادف) في اعتقادي أنه سوف يقول إنها ثرثرة وفلسفة بلا معنى، هذا القارئ الذي يبحث عما يهمه، وبحسب ثقافته التي تركز أكثر على شؤون حياته المختلفة وكيفية مواجهتها ومعالجتها في حاضرنا. لقد كان الفيلسوف البريطاني (برتراند رسل) يدعو إلى تعطيل الفلسفة حينا من أجل التفرغ للجهد العملي، فليست الفلسفة وكذلك الفكر والثقافة، كلاما أجوف يقال، أو جدالا فارغا يشغل السطح الخارجي من عقول الناس، وإنما هي قبل كل شيء رؤية واضحة لحقائق العالم الذي نعيش فيه، وسعي مستمر، يمتزج فيه النظر بالعمل، من أجل عالم أفضل، لقد كان رسل فيلسوفا نصيرا للعقل على الخرافة، يرى في العلم والصناعة ركنا ركينا للحضارة.

وكان ابن خلدون يقرر أن الفائدة الوحيدة للفلسفة هي (شحن الذهن) وهي مقولة يوافقه عليها كثير من الفلاسفة المحدثين عن طيب خاطر، وينعى الوقت الكبير المبدد على موضوعات من نوع قواعد النحو والمنطق والحساب التي ينبغي أن تدرس لا لأجل ذاتها، وإنما كوسيلة لفهم القانون وعلم الكلام والطبيعة.

عندما نتصفح الكثير من المقالات اليوم التي تزداد في الطرح يوما بعد يوم من قبل شرائح مختلفة في المجتمع ذوي تحصيل علمي مختلف يغيب عنا أحيانا مستواها ودرجته العلمية، ولست هنا في موضع التقييم من ناحيتي لخلفية كاتب المقال العلمية والمهنية، ولكن سوف أعرج على بعض المقالات وفوحها التي فيها أحيانا بلاغة لفظية دون مضمون هادف وحقائق، بل إطناب ممل وحشو وخطل في المعنى التي لا تفيد القارئ الذي سوف ينفر من مطالعتها ومتابعة أصحابها ولأنها لا تلامس اهتماماته ومطالبه، فالصحافة هي صوته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد