: آخر تحديث

من يسعى إلى السلام والإعمار ومن يلهث خلف الخراب؟

0
0
0

بينما تُخلِف الحربُ الخرابَ وتُحدِث نواقصَ كثيرة في مجريات الحياة، يتجلى «فن السلام» الذي «يهدف إلى إكمال النواقص، وإحلال السلام في المحيط لخلق العالم الجميل، وتحييد الخصوم، والتعهد برعاية الحياة»، وفق نظرية المحارب العسكري والروحاني الياباني موريهاي أوشيبا عن «فن السلام - أيكيدو».

بفعلِ الحرب والفوضى يعيش اليمن مرحلةً أليمة، لكنها تُلهِمُ بأعمالٍ طيبة تنبع من نوايا صادقة، والنوايا الصادقة تبثها نفوس مضيئة، والنفوس المضيئة تشعلها بيئة محفزة على العمل والعطاء الإيجابي وممارسة هذا الفن الإنساني.

تناغمُ الجارين الشقيقين؛ السعودية واليمن جسد جانباً من جوانب «فن السلام»؛ إذ استهلّا الأسبوع المنصرم بتوقيع اتفاقيتي تعاون ومذكرة تفاهم بين الحكومة اليمنية الشرعية تمثلها «وزارات المالية والكهرباء والداخلية»، والجانب السعودي يمثله «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن»، بحضور رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن، المشرف العام على البرنامج محمد سعيد آل جابر.

هكذا، نرى الطرفين «يستكملان النواقص»: تغطية عجز الموازنة، الإسهام في البنى المؤسسية، وتحسين الاقتصاد والخدمات.

«رغم الصعوبات السياسية والاقتصادية والأمنية الكبيرة التي تواجهها الحكومة اليمنية الشرعية، فإنها بكفاءة واقتدار تؤدي دوراً فعالاً»، حسب تصريح إعلامي للسفير آل جابر، يمكّنها من «اجتذاب دعم دول شقيقة وصديقة»، تتصدّرها السعودية اتساقاً مع «تطور العلاقات التاريخية مع اليمن»، علاوة على تحديث الاتصالات مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إثر تحسن سعر العملة.

هذا التحسن الواضح رغم التحديات المختلفة، دفع الجانبين اليمني والسعودي نحو توقيع اتفاقيات 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2025م، تفعيلاً للدعم السعودي الجديد المُقدَّر بما يتجاوز 1.3 مليار ريال سعودي، والمُقدَم عبر «البرنامج السعودي» وفق «حوكمة مدروسة تضمن استخدام كل دعم بشكل فعال، وتوجيهه نحو أولويات وطنية تعزز الاستقرار المالي، وتحقق التنمية المفيدة للمواطن اليمني» مَنْ غدا لسان حاله:

إني لأرجو منك خيراً عاجلاً *** فالنفس مولعةٌ بحب العاجلِ

تزامن توقيع الاتفاقيات مع سفر نائب المشرف العام على البرنامج المهندس حسن العطاس، إلى واشنطن لحضور اجتماعات سنوية للبنك الدولي، ومواصلة التنسيق والتعاون على «وضع تصورات ورؤى للاستراتيجية المستقبلية للتنمية والإعمار في اليمن»، حتماً سيسهم في بلورتها القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الإقليمية وبقية أصدقاء وأشقاء اليمن.

تكشف هذه الفعاليات عن صواب مقاربة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان لليمن، بتدشينه مبكراً انتهاج «فن السلام» عبر تأسيس «برنامج» تعبر إنجازاته في مجالات متنوعة عن رسالة الرياض الدائمة إلى اليمن، وتواصل العطاء المستمر بما يلبي احتياجات «معركة الاستقرار والتعافي»، حسب كلمة الرئيس بن بريك وإشادته باستراتيجية السعودية تجاه اليمن، والوقوف دائماً «موقف السند حال الشدة، والمدد عند البناء»؛ كونها «الشريك الأول في استعادة الدولة وبناء المستقبل».

لا يقطع هذا التناغم الإيجابي، خطاب أطراف متأثرة ومتعلقة بأجواء الحرب والأزمات والخصام، ما دامت السعودية مؤثرةً ومحلقةً بمبادرات السلام والبناء والنماء ومد يد العون لكل المحيط، والسعي المتأني نحو تقليص الاضطرابات بمساعدة جهود الاستقرار عبر قدرات يمنية تستثمر فرص تحسين الوضع مع «تحييد الخصوم»، والاستعداد اليقظ لأي طارئ.

ختاماً، مَنْ لا يتنفس أكسجين الأوهام، ولا يتغذى على فتات التخلف، ولا يتأخر عن رِكاب العصر، ولا يجازف بمستقبل الأجيال، ينتهج «فن السلام» ويتعهد «رعاية الحياة» تمهيداً لسبيل الحياة الطيبة لليمنيين جميعاً، وتيسير كل مساعي #السلام_لليمن.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد